(١)
ما أنا إلا شجرة جافة، توشك أن تموت.. فإذا بللها مطركم، لبست أخضرها البهيج، ومدت أغصانها لينبت الظل، وصرخت بأعلى صوتها:
يا عصافير.. الروح تُنفخ فيّ مرة أخرى.
(٢)
أول مرة شعرت فيها بالغربة، كانت في مجلس العزاء، المجلس الذي كان مطرزًا بضحكة أبي، ومُبخرًا بصوته وهو يستقبل الضيوف.. موته هزمني فجأة، ومنذ أن مات وشيء ما في قلبي لم يعد على قيد الحياة.
(٣)
أرتدي قناع المجاملة دائمًا، ولا أنزعه إلا في بيتي، حيث المرأة الوحيدة التي تفهمني، وتساعدني لأعود حقيقيًّا.
(٤)
أفتقد أشياء كثيرة.. ومسروق من أشياء أخرى أكثر.. ومغبون حد "كسر الظهر"، لكنها الحياة!.
الآن لم يعد هناك متسع من الوقت.. ولا خيارات تراجع مطروحة.. فقط درب واحد طويل.
(٥)
كل الذين يهربون لا يذهبون إلى الأمام، حتى وإن كان اتجاه هروبهم يشير إلى ذلك.. كل الذين يهربون لا يذهبون إلى أعلى، حتى وإن كانوا يصعدون سُلَّمًا، إنهم يسقطون، إلى أن يرتطموا بالقاع مباشرة.. في الهروب تحديدًا.. لا يوجد سوى اتجاهين "إلى الوراء، وإلى أسفل"!.
(٦)
نحن ماضون إلى حيث لا ندري، فلماذا لا نمضي كما نريد؟! التجارب تعلمنا التريث، وتدربنا على الترصد.. والكارثة أن نتعثر في الاتجاه نفسه مرتين!.
لذا لا تهرب، ابدأ بخوفك.
(٧)
"أن تدرك ما أنت عليه تمامًا".. هذا هو الإيمان!
"أن تدرك ما يمكنك أن تكونه".. فهذا وعي طامح!
(٨)
للكتابة وجوه لا حصر لها، وتظهر لقارئها في هيئات عدة، أما "أصلها وفصلها" فعند كاتبها فقط.