|


سعد المهدي
ارتباك الصافرة والمحلل التحكيمي
2017-10-22

 

 

 

التحايل من أجل صافرة "بلنتي" أو "فاول" أو منح بطاقة ظالمة للمنافس.. أصبح إحدى سمات اللاعب السعودي.

 

هذه حقيقه.. وهي نبتة غرسها الحكام الأوائل، ورعاها من أتى بعدهم.

 

كيف سقط اللاعب.. هل جراء عرقلة أو دفع أو اختلال توازن أو مكاتفة قانونية؟! أم أنه سقط تحيالًا وعدم قتالية على الكرة بحثًا عن قرار غير قانوني؟! ولماذا يحتج اللاعب على القرار.. هل لتبرئة ساحته، أم لتوريط الحكم وإحراجه، أم لجعله يتخذ العقوبة الأخف؟! أم لتضخم الأنا، أم لتأكده من عدم صحة القرار وعدم قانونيته؟.

 

في الجولات الماضية التي لعبت من دوري المحترفين، بدا وكأن هناك محاولات من الحكام لتغيير سلوكهم في الأداء يتجه لترك الفرصة لاستمرار اللعب من خانة تجاهل سقوط اللاعب نتيجة ما يرى أنه غير مبرر، أو للتحايل.. وهذا أمر جيد، لكن هذه المحاولات تبدو مرتبكة، وتقع في أخطاء أسوأ عندما تصبح الصافرة لا تميز فعلًا بين ما يستوجب احتساب الخطأ أو استمرار اللعب.

 

المحلل التحكيمي الذي تستعين به الوسيلة الإعلامية لاستعراض أداء طاقم التحكيم، ويفترض أنه خبير ممارس ومُلم بالقانون.. يكشف عن أخطاء بالجملة يقع فيها الحكام كل مباراة، وهذا أمر طبيعي تمامًا كما يفعل المحلل الفني، فكلاهما له قراءة من زاويته ومن واقع مشاهداته، لكنه أيضًا يعلم أن حكمه يظل ناقصًا، حيث تخفى عليه أمور لها تماس مباشر بما اتخذ من قرارات فنية أو تحكيمية، إلا فيما يتعارض مع نصوص قانونية صريحة بالنسبة للحكم، أو تكتيكية بدائية للمدرب.

 

في الغالب.. وهذا خاطيء.. يقوم المحلل بأداء وظيفي يراعي فيه جماهير الوسيلة الإعلامية، ويتحايل هو الآخر على الوقائع التي تتطلب منه أن يشرحها ويحكم عليها، دون أي تأثير أو موقف مسبق من أطراف الواقعة، ومن ذلك ما هو على صعيد التحليل التحكيمي أشد خطرًا من المحلل الفني، فهو أمام الملأ يستأنف على أحكام قانونية اتخذها زميل مهنة يفترض أنهما يمتلكان الأهلية نفسها، خاصة حين يطالبه باتخاذ قرارات، وينكر عليه اتخاذه لأخرى.

 

 وعلى الرغم من أن كل محلل تحكيمي له تقديره الخاص الذي يتفق ويختلف مع صاحب القرار داخل الملعب، وهذا يمكن أن يكون حجة للحكم لا عليه، إلا أن الأوساط المعنية تحاول استثمار ذلك بما يخدم كل طرف فيها، وهو ما يحتم على المحلل ألا يغفل ذكر أن حكمه على قرار زميله تقدير يخصه، ومن خلال مشاهدة تلفزيونية تم تفحصها مرات عدة، من المؤكد أنها تختلف كثيرًا عن تقدير المباشر للواقعة، الذي تطلب اتخاذ قراره جزءًا من الثانية. 

 

شخصيًّا.. أستمتع بالتحليل الفني الكروي للكابتن موسى المحياني في برنامج "أكشن يا دوري"، فهو قارئ فطن يترجم خطط المدربين وتحركات اللاعبين، ويحدد نقاط القوه والضعف والواجبات، ويطرح الحلول، أما تحكيميًّا فأرى تفوق الحكم عبد الله القحطاني المحلل التحكيمي لبرنامج "كورة" لمزاوجته بين التحليل والتثقيف، وعدم تسرعه في الذهاب مع أو ضد القرارات المتخذة، حيث يحكم عليها باستقلالية، إضافة إلى حرصه على أن يخرج الحكم من تقليدية الأداء في احتساب الأخطاء أو الإدارة وضرورة تنمية الشخصية والمهارة.

 

 في المقابل.. قد تسمع من الآخرين عبارات إنشائية مكررة عن سير اللعب في التحليل الفني، أما بعض محللي التحكيم فحفلة من ضربات الجزاء غير محتسبة، أو غير صحيحة، وتم احتسابها توزع للترضية، وتناقض الأحكام من قرار لآخر.