اعتقدت أني سأموت وأصبح نسيًا منسيًّا قبل أن أرى رجلًا يعيد الأمور إلى مسارها الطبيعي.. يعيدنا إلى ما كنا عليه.. يجعلنا جزءًا من العالم الجديد.. يجعلنا ننتقد ذاتنا ونحاول أن نتغير بعد أن أرهقنا أنفسنا عقودًا بنقد الآخرين ومحاولة تغييرهم.. رجل يضع المستقبل في يد ومحاربة التطرف في اليد الأخرى.. لا خوف علينا ونحن ندخل المستقبل مع رجل لا يعرف المستحيل.
يقول الأمير محمد بن سلمان "من لا يستطيع أن يحلم فليس له مكان بيننا".. والحقيقة أنه حول الأحلام إلى واقع.. نفض غبار خيالنا وجعلنا نفكر بشكل مختلف.. جعلنا نتفاءل بالمستقبل ونرى الأمور بمنظار جديد.. كل المشاريع الضخمة بدأت بفكرة حالمة.. كل الاختراعات التي غيرت وجه العالم بدأت بحلم لا يصدق سبق ما حوله.. هنا تكمن العبقرية.
كنت أخاف على مستقبل ابني وأشفق على الجيل القادم، ولكني اليوم أحسدهم.. أجزم أن حياتهم ستكون أجمل من حياتي بمراحل.. أقل تعقيدًا ومزايدة.. ليتني للتو ولدت.. دون عقدي السابقة ودون تذمري الدائم ونظرة الشك والتشاؤم التي جعلتني أشقى.. دون حبي للجدل وتوجسي من كل جديد.. ليتني للتو ولدت لأشهد وأستمتع بمولد الفجر الجديد الذي سيجعل المملكة أرض الأحلام.. أرض الفرص والمستقبل.. لا حدود لتفكيرنا.. لا حدود لأحلامنا.. لا رجعة إلى الوراء فكل الطرق تؤدي للمستقبل.
أرسل إلي صديق بريطاني إيميلًا رصد فيه التغطية الصحفية الواسعة التي حظيت بها كلمة سيدي ولي العهد في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار.. ردود فعل رائعة حتى من صحف كانت تنتقد المملكة على الدوام.. كنت أكره ما كان يُكتب عن المملكة في الصحف البريطانية، واليوم أصبحت متشوقًا لتغطية العالم للحراك الذي يحدث هنا.
حوار سمو ولي العهد لم يقدم مشروعًا استثماريًّا يسبق الزمان والمكان فقط، بل قدم فكرًا جديدًا يفوق كل أحلامنا وطموحاتنا. اليوم الخيار أمامنا.. فإما أن نصبح جزءًا من المستقبل ونساهم في بناء وطننا، أو نبقى على الرف مع ذلك الجوال القديم الذي انتهت صلاحيته وعندما يرن يزعج الحاضرين.