ثماني جولات مرت من دوري المحترفين، دون أن ترسم ملامح البطل أو المتنافسين المحتملين للحصول على اللقب، الهلال والأهلي والنصر والاتحاد والشباب مرشحون دائمون قبل بداية كل دوري، لكن كنا ننتظر أن يتم بناء توقع جديد يتوافق مع هذه المتغيرات، يبدو أن ذلك قد يكون الموسم المقبل وما يليه.. ربما!..
تجربة الأجانب الستة وقرار الاستعانة المفتوح بالحكام الأجانب وعدم السماح لرؤساء الأندية والإداريين بالجلوس على دكة البدلاء، ووثيقة الالتزام بين الأندية الممتازة الأربعة عشر، بما فيها من ضوابط للعلاقة التنافسية بينهم وغربلة اللجان، وفرملة العبثين الإداري والمالي والانفلات الإعلامي، جميعها ستجعل الموسم المقبل يختلف عن ما قبله، بدءًا بالترشيحات والتعليقات والتحليلات والآراء والادعاءات، وانتهاءً بتغير الطموح والأهداف لكل ناد.
هذا منطقي في نتيجته المباشرة، وعلى المتضررين مراجعة لماذا فقدوا أو قد يفقدون ما كانوا يعتقدون أنها حقوق مكتسبة؟ ولماذا فشلوا في تعطيل حركة غيرهم أو إزاحتهم لأسباب كاذبة أو متخيلة؟ وما الحل الآن وقد ضاع كل ما حشدوا له في المدرج وجيشوا له من على المنبر طيلة عقود لتصديق أكاذيبهم والتعاطف مع ادعاءاتهم؟ ما الحل وقد جاء كل شيء عكس ما قالوه وأظهر سفه ما فعلوه؟..
هذا يحتاج إلى تفصيل، لكن لا يعني أنه لم يصبح ظاهرًا لدى أقل متابع لحراك المشهد الرياضي المتسارع الخطى نحو وضع الأمور في نصابها، وأخذ زمام المبادرة من بعضهم لمصلحة الكل؛ لذا قلت إن الموسم المقبل وما يليه سيكون واقعًا جديدًا في كل أموره التنافسية والإدارية والمالية والإعلامية، حيث سيذهب غثاؤه ويبقى زبده الذي يعول عليه أن يكون رأس الجسر المؤدي حتمًا إلى ما هو أفضل.
الجولة التاسعة ستؤسس لترشيحات أولية للحصول على اللقب حين يلاقي الأهلي المتصدر الفيحاء والهلال صاحب الترتيب الثاني نظيره الشباب والنصر الثالث، المزاحم له الباطن، ولا سبيل للنصر إلا الفوز للحاق بالأهلي والهلال وإزاحة الباطن من منافسته ذات المركز، بينما الأهلي يعلم أن الفوز على الفيحاء سيحميه من قفز الهلال للمقدمة، بالذات وأن له مباراة مؤجلة من الجولة السادسة مع الرائد، تمامًا كما يعرف الهلاليون أن نتيجة الشباب هي الضمانة لعمل الفارق النقطي فيما بعد.
ثلاثي التنافس على اللقب الأهلي والهلال والنصر ستتكشف لهم خلال هذه الجولة أسرار جدية التنافس، خاصة أن الاتحاد أمام الفتح سيكون تعطيل بعضهما عنوانًا للمواجهة، بينما ستجيب هذه الجولة عن السؤال الذي يختبئ خلفه الكثير من المراقبين حيرة، وهو من الأقرب للهبوط، وهو قطعًا ما ستكشف عنه النتيجة التي سيحصل عليها الفيحاء أمام الأهلي وأحد أمام الفيصلي مع نتيجة الرائد والاتفاق.. الموسم هذا العام كاشف ومكاشف على كل الأصعدة.