|


سعد المهدي
العائلات في الملاعب.. يعيد رسم المشهد
2017-10-31

 

 

 

 

ستتغير نظرة المجتمع للمناسبات الرياضية، من تجمع صاخب منفلت ينتظر أن يمتد ضرره إلى الشوارع وداخل البيوت، إلى مناسبات تدعو للابتهاج وتنثر السعادة والفرح وتعزز الرابط الاجتماعي وترسم بخطوط واضحة شخصية أفراده.

 

السماح لدخول العائلات الملاعب الرياضية بدءاً بثلاثة في الرياض وجدة والدمام، وإنشاء مجمع ترفيهي شامل، وملتقى للجماهير مزوّد بكل الخدمات في الملاعب الكبرى بالمدن الثلاث، لتستوعب احتياجات مرتاديها الترفيهية والخدمية على مدار الأربع وعشرين ساعة، سيحقق تحولاً في المفهوم المجتمعي للفعل الرياضي، من ما يتصور خطأ عبثيته أو مصدر خطر على المجتمع، إلى واحد من أهم القوى الفاعلة في تعزيز التماسك الأسري والتعايش المجتمعي وتهذيبه.

 

اجتماع العائلة أو بعض أفرادها في هذه المجمعات أو الملاعب لمن يهوون مشاهدة المباريات الرياضية، أو التي ترى فيه مكانا للترفيه والتسلية، سيكون له أثره في تفكيك بعض ماتشابك وتعقد عند الأم أو الأخت أو الزوجة في فهم: لماذا كان الأبناء من الشباب والكبار يستهويهم مثل هذا الحضور؟ ويسهل لها أن تحل لغز الانتماء للأندية والسيطرة على مبالغاته، بعد أن صار بين الطرفين حوار متكافيء مبني على الواقع المعاش لا الافتراضي.

 

سهولة أن يكون حوار ماقبل وبعد كل حضور مشترك حول المناسبة والإعداد لها، سيتأكد فيه للطرفين صدق أن الحضور والمتعة وقضاء الوقت المسلي مع العائله مكسب يعلو على غيره ويتقدمه، فالتحضير العائلي لها سيحول الاهتمام بالترفيه والمتعة إلى رغبه أولى تسبق الصراع والخصومة الكروية، وسيكون الالتزام والانضباط ثقافة وسلوكاً تلقي بظلالها على المدرج وتتعداه إلى كل الأماكن التي كانت مسرحا للتصادم في المنزل والشارع وقطاعات العمل المختلفة، وتنتقل عدواه الحميدة إلى كل التجمعات الأخرى... 

 

هل أنا أحلم؟ أبداً.. أو يعني ذلك أن يختفي المتعصبون نهائيا؟ أيضا أبداً لا، ولكن حتما ستزيد رقعة المستمتعين، وتشيع ثقافة أنصار النادي، وتتلاشى كذبة مدعي عشقه حتى الموت.

 

إنشاء منصات بيع تذاكر إلكترونية، وبوابات إلكترونية، وتهوية ملعب الجوهرة، وتنظيم جديد لأسعار التذاكر، وفتح المقصورة كفئة جديدة للتذاكر، قرارات تصب في خانة زيادة الحضور الجماهيري للملاعب، مع استمرار تحسين البيئة من زيادة في الخدمات وسن الأنظمة والقوانين التي تضمن ضبط تصرفات الجماهير داخلها، لكن كل ذلك أيضا لازال في حاجة إلى التنسيق والتعاون مع جهات الاختصاص الأخرى خارجها، في ما ييسر وصولا سهلا للملاعب والسيطرة على مايجري حولها. خاصة مع بدء السماح لدخول العائلات، وهو القرار الشجاع الذي سيؤرخ به المجتمع الرياضي كل الأحداث لما قبله وبعده.