|


عيد الثقيل
‏لماذا يا تركي؟
2017-11-01

 

 

 

 

هجوم غريب بدأه تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية ضد الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والشيخ أحمد الفهد الداعم له والمتحكم بخيوط اللعبة في اتحاد أكبر القارات، والأغرب من ذلك هو تفاعل مسؤولي الأندية السعودية مع هذا الهجوم غير المبرر وانسياق الإعلام السعودي كافة خلف ذلك.

 

لماذا كل ذلك الهجوم؟ ومن المستفيد منه؟ لاسيما والأمر يتعلق بكرة القدم، ولماذا هذه اللهجة الحادة والقاسية ضد الشيخين الخليجيين؟.

 

حقيقة لم يكن من اللائق برئيس هيئة الرياضة السعودية فعل ذلك، ومن غير اللائق أيضا دعمه من قبل مسؤولي الأندية السعودية وإعلامها، فهذا التهجم على شخصيات خليجية أمر مرفرض ومستغرب بين الأشقاء في الخليج الذين تجمعهم أواصر أكبر من كرة القدم، إلا إن كان رئيس هيئة الرياضة السعودية يبحث عن خلاف سياسي مع بلدي الشيخين الجليلين البحرين والكويت، فهذا هو الأمر الأقرب لتبرير هذا الهجوم الذي يقوده آل الشيخ.

 

فلماذا كل هذا التصعيد من أجل كرة القدم؟ فقد كان ينبغي على قائد المؤسسة الرياضية السعودية حتى وإن رأى من الأخطاء الفادحة والأضرار بمصالح الأندية السعودية ومنتخباتها، أن يتجاوز عن ذلك ولا يمس الشيخين سلمان وأحمد، فماذا يعني لو خسرت كل المنتخبات السعودية والأندية في معتركات كرة القدم الآسيوية وتم الإضرار بها؟ فالأمر لا يتجاوز جلدا منفوخا يلاحقه اللاعبون وتصرف عليه البلدان المليارات من أجل ذلك.

 

ماذا يعني لو لم يتأهل المنتخب السعودي إلى المونديال؟ وماذا يعني لو حرمت الأندية السعودية من تحقيق البطولات الآسيوية؟ هل سينتهي العالم؟ وما المشكلة في تقبل كل القرارات والغرامات والأخطاء ضد الكرة السعودية من أجل هذين الشيخين الجليلين، ومن أجل وحدة الخليج التي سيدمرها رئيس هيئة الرياضة بأفعاله وتصريحاته؟ لماذا يريد تركي آل الشيخ تقويض مجلس التعاون الخليجي بعد كل هذه المسيرة الطويلة؟ وماذا سيستفيد من تفرقة شعوب هذا المجلس بعد كل هذه السنين؟ كل هذا من أجل كرة يركلها اللاعبون في مساحة لا تتجاوز مئات الأمتار.

 

ولماذا الإعلام الرياضي السعودي بهذه السطحية التي ينبري فيها دفاعا عن كرة قدم ويتبع توجه المسؤول الأول عن رياضة بلاده؟.

 

كل ماسبق محاولة لفهم مايدور في رأس من تهجم على تصريحات رئيس هيئة الرياضة السعودية في وسائل التواصل الاجتماعي مع إحسان النية، فهم بكل ذلك يريدون من الرجل أن ينحي أمانته جانبا، وأن ينيم ضميره على سرير مريح ويترك مصالح الكرة السعودية والرياضة التي ائتمنه عليها قائد هذه البلاد، ويريدون منه أيضا أن ينحث بقسمه من أجل هذين الشخصين الرئيس الضعيف ومعذبه المتلون والمتآمر.

 

هل هذا مايريدون من تركي آل الشيخ فعله؟ هل يترك كل مصالح الكرة السعودية من أجل أمزجتهم وحشرهم للشأن الرياضي في الشؤون الخليجية الأخرى؟ هل يريدون منه أن يتسامح مع متآمرين ضد رياضة بلاده من أجل أن المتآمرين يحملون جنسيات خليجية؟ كيف يطالبون من المظلوم عدم إيقاف الظلم عنه ويريدونه أن يتسامح مع الظالم المتآمر؟ هل يجيزون للخليجي أن يفعل بأشقائه مايريد ويتآمر عليهم ولا يجيزون للخليجي المتآمر عليه أن يرد ذلك بحجة الوحدة والأخوة الخليجية التي يستخدمونها شعارا متى أرادوا؟.

 

هل يريدون من الإعلام السعودي أن لا يدافع عن قضاياه الرياضية من أجل شعاراتهم المتلونة؟ وأن يرمي بأمانة قلمه جانبا لأجل الأشقاء.وأن يترك الظلم على الرياضة السعودية مستمرا من أجل الخليج؟ أي عقل وأي منطق يحمله هؤلاء؟.

 

هذا كما ذكرت مع إحسان النية، فما بالك ونحن نعلم أن من يقود هذه العقليات هم خلايا الجارة صاحبة المؤامرات في كل المجالات. ونعلم أن هذه الخلايا تحاول إيقاع الفتنة بين الخليجيين وتقويض وحدته وليس تركي آل الشيخ والإعلام السعودي، ولكن ليفعلوا ماشاؤوا فما عادت حيلهم ومؤامراتهم تنطلي على ذي صاحب عقل، وسنستمر نحن خلف قضايانا الرياضية وغيرها العادلة، وسنقف خلف مسؤولينا في حماية حقوقنا وضمان عدم المساس بها. 

 

لكل أولئك أقول: استمروا في نباحكم وسنستمر في تلقيمكم كل مرة حجرا.