|


فهد علي
عيوش
2017-11-02

 

اعتدنا أن يطفو فوق سطح شاشات هواتفنا وجه ما، نجد كل الأيدي بجوارنا تحمل الهواتف وتطلق أفواهها سيلًا من الضحكات، لا يمضي الوقت سريعًا إلا ويكتشف معشر الضاحكين خلو الجدوى من أن يستمروا في الضحك مليًّا . نعلم أن أولئك الذين هم في مقاطع الفيديو إمّا خدعونا أنهم ظرفاء حقًّا، أو أننا قد اكتشفنا رتابتهم المتوارية في نهاية الأمر، ومن الجميل حقًّا أن نروّج سلعتهم الباسمة بسرعة نافذة جرّاء توسّمنا في مقدرتهم على إخراجنا من عوالم سؤمنا.

 

آخر تلك النماذج الطفلة "عيوش"، ظهرت مع شقيقها في أحد أحياء "مدينة النخيل"، وخرج اسم "عيوش" من الأحساء ووصل إلى كل الأقطار البعيدة حتى أضحكها وأطربها، ثم بعد سيل التقليد والمحاكاة وتداول رقصتها ارتدت ضحكاتنا إلى تململ وتأفف. كنّا نسخط أيضًا من مشاهير غيرها.. 

 

أتّقدوا فجأة فنرجمهم بالذم ونسخر منهم حالما نسأمهم، لكن هذه المرّة توقفنا عن فعل ذلك، لأن "عيوش" طفلة. آمل أن تختفي تلك الصغيرة عن العالم الرقمي الذي نعيشه من خلال هواتفنا، لأن فتنة اتّساع شهرتها محل لكسب الجماهير والناس، ربما سنشهد من ذويها عرضها أمامنا رغمًا عن قصور مقدراتها العقلية وعن تكون شخصيتها. 

 

ومن يحمي احتمالية رشقها بما يؤذيها إذ إن الرأي العام غالبًا غير واع، وانطلاقًا من تجربة عيوش على الدولة ـ حفظها الله ورفع شأنها ـ أن تعلم رغبتنا الظامئة في الضحك، فقد تم استنزاف طاقتنا في الإعجاب والتصفيق والضحك لشخصيات معينة، ثم نرقبنا ننقلب عليها، رجائي هو عرض مقاطع تقليد عيّوش على كل المحافظين، ثم نقتنص بعدها موافقة شعبية تامة على السماح بصالات السينما، والقبول في المسرح.