|


د.تركي العواد
السعودية ومصر في نهائي كأس العالم!
2017-11-02

 

 

 

نتعامل مع كرة القدم كما نتعامل مع الأسهم.. نتوقع دائما أرباحا طائلة وثروة لا تأكلها النيران، ولكننا نخرج في النهاية بخسائر وإحباطات وربما ديون نبقى ندفعها إلى الممات.. والسبب أننا نسوق للأماني على أنها واقع، مستبعدين الحقائق والأرقام.

 

رغم أن كرة القدم تبدو غير منطقية، إلا أنها ليست مجالا للمعجزات ولا دارا للكرامات .. فالمنطق لحد كبير يفرض نفسه، والفرق المتفوقة فنيا هي غالبا من تفوز.. لذلك تتربع البرازيل على قمة الكرة العالمية بخمس كؤوس عالم.. ليس لأنها محظوظة بل لأنها ببساطة الأفضل.. تليها ألمانيا التي حققت اللقب أربع مرات وسيطرت على بطولة أوروبا. 

 

لذلك البرازيل وألمانيا أكثر المرشحين للفوز بالكأس في روسيا.

 

في السعودية ومصر تبدو الأمور مختلفة .. فاللامنطق بدأ يفرض نفسه.. وأصبحنا نسمع أن السعودية ستصل دور الثمانية وربما مع قليل من الحظ قد نصل نصف النهائي.

 

 في مصر تبدو الأمور حالمة أكثر، حيث إن كل مصري التقي به يحدثني عن الفوز بكأس العالم .. الاختلاف بينهم  فقط في الفريق الذي سيقابل المنتخب المصري في النهائي.

 

لن يفيد المنتخب السعودي رفع سقف الطموح عاليا .. لن يوصل المنتخب المصري لأبعد من المجموعات .. ما يجب أن نفكر فيه اليوم هو أن نقدم مستويات مشرفة في كأس العالم  .. لا يمكن أن نقفز من الخسائر للأرباح مباشرة .. فالمنتخب السعودي يتأهل لأول مرة منذ 12 عاماً يا بشر .. والمنتخب المصري يعود بعد غياب 28 عاماً.

 

أعجبني ما قاله تركي آل الشيخ مع بتال القوس في برنامج في المرمى، عندما فرق بين الأمنية والواقع .. وأظهر قلقه من النتائج الكبيرة التي يمكن أن تضرب المنتخب إذا لم يستعد بشكل جيد ويلعب بطريقة دفاعية تجعله يستغل اندفاع المنتخبات الأخرى.