|


سعد المهدي
حين لا نود أن نفهم
2010-07-09
استقلال الحركة الرياضية وعدم السماح للتدخل السياسي في شؤونها أمر لا يمكن له أن يزعج أحدا.
دائماً نحتاج في كل المسائل إلى تفسير التفسير وإيضاح الإيضاح مصيبتنا في الرواة وشيطاننا يكمن فعلاً في التفاسير لا التفاصيل وإن قرب المعنى.. الفتوى تصدر ثم بعد ذلك تتم دحرجتها ككرة الثلج تتعاظم ويخوض فيها الخائضون منهم من يسطحها ويفرغها من محتواها وذاك يفسدها بحرفها عن أصلها وآخر يرويها وكما كانت أحجية للهدهدة أو طرفة للتسلية والقرار يصدر فيجد من يتلقفه مباشرة ليفسر أهدافه ومقاصده وهدف توقيته والخبر يعلن عن حدث (ما) فيسارع من يتلقونه للحذف والإضافة عليه ورصد ما سينتج عنه من أصداء وتداعيات، كل ذلك ولا من استمع أو قرأ الفتيا أو القرار أو الخبر كان همه أكثر من أن يكون راوية وسباقاً وحكماً حتى وإن لم يلم بأطراف الأطراف منها، إذ لم يعد مهماً ذلك بقدر أهمية استغلال مثل ذلك للتسويق لفكرته هو ومقاصده وإثبات صحة ظنونه مثل هذه النماذج إذا ما كانت قادرة على الظهور على واحدة من وسائل الإعلام فإن خطرها يصبح داهماً ويحتاج لمواجهته بالحقائق فمثلاً وحين تجد من لا يحاول فهم حماية الفيفا للعبة حيث تقف مع اتحادها الأهلي في أي بلد في مواجهة قرار حكومي تعسفي يضر أو قد يضر اللعبة فلا يمكن تفسير هذا العمل بأنه تدخل في شأن داخلي أو عرقلة للإصلاح إلا إذا تم تناول هذا الموضوع من خلال تقطيع أوصال الموضوع وتوجيه كل جزء منه ليخدم غرضا يخص الطرف الفاعل، كذلك يحدث في تسطيح هذه الفتوى ومحاولة تلبيسها ما يخالف أصلها بغرض التشنيع على مفتيها أو إرهابه فلا يعلم من يعتقد أن الفيفا يتدخل في مالا يعنيه وينتهك سيادة الدولة، أنه إنما يمارس دوره تجاه 207 أعضاء يملك من اللوائح والنظم ما يمكنه من فرض سيادته النظامية وتطبيق قراراته وهو مالا تملكه منظمات كالأمم المتحدة ولا يفرضه مجلس الأمن وهو أهم أجهزة الأمم المتحدة والمسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين وله سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء وتعتبر قراراته ملزمة للدول الأعضاء دون جدوى.
ليس لأن الفيفا تأسس قبل الأمم المتحدة بأكثر من أربعين عاماً ولكن لأنه يملك من اللوائح والقوانين والمصالح المتبادلة ما يجعله يبسط نفوذه على أعضائه، أما الأمم المتحدة فهي تقرر ولا يمكن أن تنفذ قراراتها إلا بقوة ونفوذ أحد أعضائها متى شاء.. ليست المشكلة في أن هناك من يحتفظ لنفسه بحق الاعتراض ولكن في حرمانه الآخرين من التمتع بحقوقهم دون أن يخجلوا من أن يخلعوا على أنفسهم أنهم مستقلون ودعاة حرية.
*رئيس التحرير