|


د. حافظ المدلج
نسير هوهر
2009-01-24
أشفق كثيراً على ابن الوطن ناصر الجوهر، حين يوضع في فوهة المدفع مواجهاً للإعلام والجماهير التي لا يطربها زامر الحي.
لن أقول إن أبا خالد أفضل مدرب في العالم، ولكني أحيلكم إلى لغة الأرقام، مؤكداً أنه صاحب أفضل الأرقام في تاريخ كرة القدم السعودية بمقارنة عدد مباريات الفوز والإنجازات.
نعم، هناك مدربون أبدعوا في فترة قصيرة مثل كنديدو وكالديرون، ولكن مقارنة هؤلاء المدربين تظلم مدرب الإنقاذ الذي درب المنتخب في آسيا 2000م بعد خسارة المباراة الافتتاحية برباعية يابانية، فحقق انتصارات متوالية ليخسر النهائي بشرف بعد أن أهدرنا ضربة جزاء كانت كفيلة بحسم اللقب، ثم عاد لينقذ المنتخب عام 2001م حين أوشكنا على فقد الأمل بالتأهل بعد التعادل مع البحرين والخسارة من إيران، فأوصلنا إلى كأس العالم 2002م محققاً في الطريق كأس خليجي15، وها هو اليوم يخوض التجربة الثالثة، والثالثة ثابتة بإذن الله، فخسارة الكأس بركلات الترجيح لا تلغي صناعة جيل جديد من النجوم.
أعجبني حس الدعابة عند أبي خالد وهو يقول: لم يبق إلا أن أغير لون عيوني حتى يقتنع بي الوسط الرياضي السعودي، ومن المحزن أن أطلب منه اليوم أن يغير اسمه العربي السعودي إلى اسم قريب ولكنه يعطي نكهة أجنبية، مثل "نسير هوهر"، ربما يطرب الحي زامر الغرب بعد أن بالغ إعلامنا في سن رماحهم ضد ابن الوطن رغم أن الأرقام تؤكد أنه من أفضل المدربين في تاريخ المنتخب.
سؤال هام: لماذا نبالغ في نقد المدرب ونحن نعلم أن دوره لا يتجاوز 20% من النتائج؟
لا أحب استخدام "لو"، ولكن الفرص التي أهدرت أمام المرمى لا يستطيع المدرب أن يسجلها، وضربات الجزاء التي لم يحتسبها الحكم ليس ذنب المدرب إغفاله، وإبداع الفريق العماني وتوفيقه في ركلات – الحظ – الترجيحية لا يلغي إبداع الفريق السعودي بشهادة جميع النقاد، عدا بعض الإعلام السعودي.
ولعلي أختم بالتأكيد مرة أخرى على أن "أبا خالد" ليس أفضل مدرب في العالم، ولكني أتمنى أن يكون النقد موضوعياً ومرتبطاً بالحقائق، فالمنطق لا يقبل إغفالنا للحقائق التي تقول إن منتخبنا يملك أفضل هجوم وأفضل دفاع وأفضل لاعب في البطولة، يضاف إلى ذلك عدد مفرح من نجوم المستقبل، والخسارة بشرف بركلات الترجيح التي سجلنا منها خمساً وأضعنا واحدة فقط دليل قيام المدرب بواجب التدريب. صدقوني سيأتي اليوم الذي يغادرنا فيه "الجوهر" ليحضر المدرب الأجنبي، الذي تطالبون برحيله قبل أن يكمل عامه الأول. طالما لا نمنح الفرصة لأحد، فلن يصبر على تدريب منتخب الوطن سوى ابن الوطن.. وعلى دروب الوطن نلتقي.