|


د. حافظ المدلج
2P or not 2P
2009-01-31
أعتذر من رمز الأدب الإنجليزي "شكسبير" صاحب المقولة الشهيرة:
" To be or not to be, this is the question "، بمعنى "نكون أو لا نكون هذا هو السؤال"، وسبب الاعتذار هو الاقتباس وتغيير الكلام بعدما أسعدني فوز شركة "تو بي" المستثمرة في الرياضة بالمركز الثاني كأكثر الشركات السعودية نمواً، إذ حققت معدل نمو 800% (ثمانية أضعاف)، وللشركة قصة تدعو للعبرة والعظة، أوردها في هذا المقال ليقرأها الشباب ويستفيدوا درساً ربما يغير حياتهم.
فقبل أربع سنوات كان صالح المزروع وناصر البسام في بداية الطريق يفكران في مشروع استثماري يناسب تخصصهما في الحاسب الآلي وتقنية الاتصالات، فجاءت فكرة جوال الأندية، والبداية بجوال الهلال وتمت دراسة المشروع لسبعة أشهر متواصلة تم خلالها اللقاء مرتين بمسؤولين في النادي، وفجأة لطش المشروع وأسقط في يد صالح وناصر.
كنت شاهداً على الحدث من البداية، ورأيت وقع الصدمة عليهما، ولكنني في الوقت نفسه رأيت الإصرار على مواصلة الطريق عبر أندية أخرى، فتم تطبيق الفكرة في أكثر من عشرين ناد سعودي، وكنت أكثر غضباً منهما لأنني أكره الظلم والظالمين، فكتبت مقالات: "المال والفساد"، "برامكة الرياضة"، "أحذر لصوص الأحذية" وغيرها من المقالات، وكانا يقولان: سنرد عليهم بالتفوق في العمل والإنجاز.
فكبرت الشركة الصغيرة وأصدرت العديد من البرامج التشغيلية لجوالات رياضية محلية وعالمية، فتحت المجال لتطبيق الفكرة على القطاعات الدينية والصحية والخدمية والشخصية وغيرها. وتوسعت الشركة في مجال تخصصها المرتبط بتقنية الاتصالات من خلال "سمارت كاش" للسداد الإلكتروني وخدمة "تواصل" التي تجيب من خلالها على الاتصالات بديلاً لعملائها الذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير. فأصبح الدخل المتوقع للشركة يتجاوز الثمانين مليون ريال ـ ما شاء الله تبارك الله.
أحبائي الشباب، قراء "الرياضية"، هكذا يكون العزم ومواجهة التحديات وإدارة الأزمات، كانت صدمة البداية موجعة، ولكن الرياضة علمتنا كيف يمكن أن تخسر المباراة وتفوز بالبطولة، فقد خسرت شركة "تو بي" (العرض المتقن) مباراة الهلال ولكنها فازت ببطولة التفوق في مجال عملها، حيث إن الشركة الفائزة بالمركز الأول تعمل في مجال آخر هو العلاقات العامة، التي تحتاج إلى مقال خاص.
ختاماً.. يجب أن نتعلم من القصة، أن النزاهة والصدق في العمل هي أساس النجاح، وأن الأهم هو نظافة المال الذي ينتصر في النهاية، فألف ريال نظيفة خير من عشرات الملايين التي جاءت بطرق مشبوهة، فكلنا نخطئ ونتوب ويغفر لنا الله بإذنه وهو أرحم الراحمين، ولكن كيف نطهر الأبدان والبيوت إذا بنيناها بالمال الحرام؟ اللهم هل بلغت اللهم فاشهد، وعلى دروب النقاء نلتقي.