|


د. حافظ المدلج
السياسة والرياضة
2009-02-04
أكتب اليوم من كوالالمبور فور خروجي من اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، لأقول لكم باختصار شديد: "الشق صار أوسع من الرقعة"، فالصف العربي بدأ بالانقسام بشكل مخيف سينتج عنه خسائر كثيرة لا تقارن بمكاسب أي طرف من الأطراف. سيغضب الكثيرون من مقالي ولكني تعودت أن أتحدث من القلب والعقل معاً من أجل صالح الوطن أولاً وأخيراً.
أحبائي القراء .. كلكم تعرفون الآن أن الشيخ سلمان الخليفة قد رشح نفسه لانتخابات المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي الفيفا، وهو المقعد الذي يجلس فيه منذ سنوات رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام، فهل تعون خطورة الموقف؟
إذا لم يكن الهم الرياضي الدولي يشغلكم فسأوضح لكم الموقف ببساطة واختصار: فهذا المقعد هو واحد من أربعة مقاعد للقارة الآسيوية، ولكن المقاعد الثلاثة الأخرى لن يأتي دورها في الانتخابات إلا في العام 2011م، وهو موعد انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي والنصف الباقي من المكتب التنفيذي، حيث سيتم أيضاً في شهر مايو المقبل التصويت على نصف المكتب التنفيذي الحالي للاتحاد الآسيوي.
سأكون أكثر صراحة وأقول: إن العرب منقسمون حول المرشحين الخليجيين(القطري والبحريني)، وإذا لم يحدث تحرك سريع خلال الأيام القليلة المقبلة فسنقرأ ونسمع ونشاهد ما يزيد الانقسام ويصعد المواقف، وحين نصل إلى شهر مايو دون علاج جذري للموقف، فإن نتيجة الانتخابات ستسبب صدعاً أكبر في الصف العربي بغض النظر عن اسم الفائز.  فالمؤكد أن "محمد بن همام" هو رئيس الاتحاد الآسيوي حتى 2011م، وستكون السنتان المقبلتان أصعب سنوات الاتحاد، سواء فاز رئيس الاتحاد الآسيوي بمقعد الفيفا أو خسره.
وفي ذلك التاريخ سيكون الجميع قد خسر بطريقة أو بأخرى، وعلى العقلاء التدخل لإصلاح ذات البين بدلاً من سكب الزيت على النار، فالأمر لا يحتمل أنصاف الحلول ولكنه يتطلب مواقف رجال يرتقون فوق الــ(أنا) ويفكرون في الــ(نحن)، ولست أدري من هو الأقدر على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر، ولكننا تعودنا – كعرب – على الاختلاف والشقاق حتى يتدخل الحكماء ويصلحوا ما أفسدته السياسة، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد أو تحصى، فقديما قيل: "اتفق العرب على ألا  يتفقوا".
إنني اليوم أعلق الجرس فقد رأيت وسمعت خلال الأيام الماضية ما لا يبشر بالخير، ويقيني أن الأيام المقبلة ستحمل المزيد من الشرر المتطاير هنا وهناك، فإن اشتعلت النيران فمن يطفئها؟
قلت في بداية المقال: "الشق أوسع من الرقعة"، ولكنني أختم متفائلاً بخالص الدعاء لله عز وجل أن يوفق القيادات العربية - السياسية والرياضية - لإيجاد حل يخرجنا من هذه الأزمة سالمين، وعلى دروب وحدة الصف نلتقي.