|


د. حافظ المدلج
علاج الاحتقان
2009-03-14
كان مقال السبت الماضي عن الاحتقان الجماهيري، ونظرا لمحدودية المساحة المتاحة للمقال آثرت تسليط الضوء على المشكلة مع ضرب بعض الأمثلة، تاركاً لمقال اليوم قراءة ردود الفعل التي طلبتها في المقال الماضي مع عرض الحلول التي أتمنى أن تنجح.
ولا أخفي إعجابي ببعض ردود الأفعال التي أكدت قناعتي بوعي المجتمع الرياضي السعودي، فحين بدأت الكتابة عن الرياضة والاستثمار قبل عشر سنوات كانت أشبه بالطلاسم، ولكن قارئ اليوم أصبح يعرف من المعلومات أكثر من معظم الكتاب، ولذلك تتضاعف المسئولية في البحث عن الحقيقة وإقناع المتلقي بفكرة المقال وفكر الكاتب. ولذلك أقول بأنني حذفت من مقال الأسبوع الماضي معلومة هامة عن مقاطعة سكان مدينة "ليفربول" لجريدة "الصن" بسبب تعاطيها الخاطئ مع أحداث "هلزبرة"، لأنني أراها من الحلول الهامة التي نعولها على مجتمع اليوم الواعي، وليس لأنني "مانشستراوي" متعصب ضد "ليفربول"، بل على العكس فإن أكثر فريق أحترمه هو ذلك "الأحمر" الذي يتفوق علينا في عدد مرات الفوز بالدوري بمرة واحدة وبأبطال أوروبا مرتين، أتمنى أن يلغي "فيرجسون" هذا الفارق قبل تقاعده.
في رأيي المتواضع أن ما قام به سكان "ليفربول" يمثل أهم وسائل العلاج، فإن قاطعنا الصحف التي تثير الاحتقان وهجرنا القنوات الفضائية التي تذكي نار التعصب، فإن صانع القرار هنا وهناك سيرضخ لمطالبنا ويعدل من سياسة الجريدة والقناة. وعندها سيفتح المجال للإعلام الواعي ليساهم في تشكيل عقل المشجع السعودي، فقد هالني ما أقرأه في المنتديات وفي شريط الرسائل في القنوات، بسبب التعصب.
كما أرى أن من مسببات الاحتقان الاستعجال في التعاطي مع الأحداث، وقد طالبت كثيراً بعدم أخذ التصريحات من أرض الملعب فور انتهاء المباراة، لأن الإنسان عرضة للزلل في لحظة الغضب، ويقيني أن تعاون الجميع مع "هيئة دوري المحترفين السعودي" في تنظيمها المقبل للمؤتمرات الإعلامية عقب كل مباراة كفيل بالحد من مشكلة الخروج عن النص التي تساهم في الاحتقان.
والشيء بالشيء يذكر، فالتروي مطلوب في عمل اللجان وقراراتها، فليس هناك من ضرورة للاستعجال في استصدار قرار ما دون دراسة لأبعاد القرار، بل إن من المهم أن يصدر القرار ومعه مبرراته المنطقية عبر اللجان المتخصصة التي تعلن للجمهور الرياضي حيثيات القرار بعد الدراسة الوافية.
ثم أختم بـ "تقرير تايلور" الذي غير كرة القدم الإنجليزية بعد أحداث "هلزبرة"، حيث أوجد الحلول الناجعة لتنظيم الجماهير والسيطرة على بيئة الملعب والرفع من عائدات يوم المباراة، وربما نحتاج إلى "تايلور" سعودي يدرس أسباب الاحتقان ويضع خارطة الطريق لإعادة صياغة العقل الرياضي.. وعلى دروب الوعي والرقي نلتقي.