|


د. حافظ المدلج
احترام الخصم
2009-04-01
فرح كل محب للوطن بالانتصار التاريخي للصقور الخضر على المنتخب الإيراني على أرضه وبين جماهيره التي كانت تهتف بأقذع الألفاظ(حسب ترجمة مرافق المنتخب)، كما كان للمدرب "علي دائي" رأي متغطرس قبيل المباراة مفاده أن المنتخب السعودي جاء مستسلماً ليتنازل عن نقاط المباراة ويرحل، فكانت كل المعطيات تؤكد الفوز الإيراني، ولكن "المجنونة" كان لها رأي آخر.
في تلك المباراة الكثير من الدروس والعبر، فتقليل مدة السفر إلى الحد الأدنى تبشر بتقليص مدة المعسكرات المقبلة بشكل ينعكس – بإذن الله – على جدولة المواسم المقبلة، وإعطاء الثقة للنجوم بعد تجهيزهم نفسياً يتحول إلى عطاء متواصل طيلة عمر المباراة، والتعلم من أخطاء الماضي هو الدرس الأهم في تلك المباراة التاريخية، فقد أعجبني "محمد نور" ورفاقه وهم يتفنون في قتل الوقت باحتراف في الدقائق الأخيرة فيحافظون على الفوز الثمين، فأعادوني بالذاكرة إلى مباراتنا مع الشقيق التونسي في كأس العالم 2006م حيث كنا متقدمين بنفس النتيجة وعلى وشك أن نحقق الفوز الأول في نهائيات كأس العالم بعد فوزنا على بلجيكا عام 1994م في أمريكا، ولكن أكثر النجوم خبرة لم يتعاملوا مع الموقف بخبرة فضاعت أهم مباراة للكرة السعودية في القرن الحادي والعشرين، لأننا لم نحسن التعامل مع "المجنونة".
ولأن "المجنونة" لا تعترف بالمعطيات، فإنها لا تجزم بفوز الأخضر اليوم على الأبيض الجريح الذي لم يجمع من خمس جولات سوى نقطة يتيمة، ولذلك فإن عنوان مباراة اليوم هو "احترام الخصم".  فالدخول بعقلية "دائي" السبت أو "بونفرير" مدرب كوريا في تصفيات كأس العالم 2006، ستكون عواقبها وخيمة، وهنا يأتي دور الجهاز الفني والإداري يضاف له دور الإعلام الذي أرجو أن يكون قد خرج اليوم محذراً من خطورة "الثقة الزائدة"، كما يبقى الدور الأهم على الجماهير التي ستملأ دون شك مدرجات الملعب.
لقد حضرت في ملعب الملك فهد الدولي مباريات كثيرة كانت تغص فيها المدرجات بالجماهير الصامتة، والتي لا يعني حضورها شيئاً طالما ظلت صامتة طيلة دقائق المباراة، وهنا يأتي الدور الكبير على روابط مشجعي الأندية التي أتمنى أن يكون حضورها فاعلاً، وأن يكون هناك تنسيق بينهم في ترديد الأهازيج الراقية التي تبعث الحماس في نفوس نجوم الأخضر وتربك أشقاءنا الإماراتيين الذين يلعبون دون أي ضغوط بعد أن فقدوا تقريباً حظوظ التأهل، ولكنني على يقين بأن الإمارات لن تنهي التصفيات بتلك النقطة اليتمية، بل ربما صرحت بتوقعي بأن الأبيض سيفوز بمباراة ويتعادل في أخرى ويخسر الثالثة التي أتمنى أن تكون أمام الأخضر بإذن الله .. وعلى دروب احترام الخصم نلتقي.