كتبت قبل سنوات مقالاً بعنوان "عفواً المنصة محجوزة"، كناية عن الفوضى التي كانت تعانيها منصات الملاعب السعودية، حيث يتعامل البعض مع مقاعدها بإسلوب الحجز بالقوة والوجاهة، فيرسل هذا البعض من يحجز لهم أفضل المقاعد قبل ساعات من بدء المباراة دون اعتبار لأرقام التذاكر. ويحسب لشركة "صلة" أنها غيرت "ثقافة المنصة المحجوزة" وفق تنظيم دقيق للتذاكر وأرقامها ومواقعها، فتعلم الكبير قبل الصغير كيف يحجز ومتى يحجز وأين يحجز مقاعده المفضلة وفق نظام يسري على الجميع.
ولكن مباراة الجولة الأخيرة في الدوري بين الهلال والاتحاد أعادتنا سنوات إلى الوراء، حيث انتشرت جرائم السوق السوداء التي يعاقب عليها القانون في كل أنحاء العالم. لقد أرتفع سعر تذكرة المنصة من 300 ريال إلى 2500 ريال. أعرف من الأصدقاء من اضطر إلى شرائها من السوق السوداء وتلك مصيبة، والمصيبة أعظم حين نعرف الجهة التي ينتسب لها مجرمو السوق السوداء.
ومن المتوقع أن تشهد مباراة الغد سوقاً سوداء أخرى، ما لم تساهم الإجازة في سفر نسبة كبيرة من جماهير المنصة، فيكون قانون "العرض والطلب" هو المنقذ للموقف الذي قد يشكل صفحة سوداء أخرى في كتاب كرة القدم السعودية.
"السوق السوداء" جريمة في كل الأعراف الدولية، وهناك أساليب معروفة لمكافحة المتاجرة بالتذاكر تتلخص في مراقبة السوق ونصب الفخاخ ومتابعة التذاكر والقبض على المجرمين وضربهم بيد من حديد، فهل تبادر السلطات السعودية المعنية لقمع هذا الداء قبل أن ينتشر بشكل أكبر، ويتحول إلى الأمر إلى جرائم جنائية بسبب الجشع مع تعاظم الأرباح المحرمة؟
كنت صغيراً لا أعرف معنى السوق السوداء، وكنت أذهب لملعب الملز فأشتري التذاكر بزيادة ريال واحد أو ريالين حتى أتجنب زحام الشباك غير المنظم، حيث كنت أرى الزيادة البسيطة كــ "بدل راحة بال"، ولكني كبرت وعشت في أمريكا وبريطانيا وحضرت الكثير من المباريات، وعرفت أن الزيادة البسيطة في سعر التذاكر تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون ويضرب بيد من حديد على البائع والمشتري. وتعلمت أيضاً كيف أشتري التذاكر عن طريق الإنترنت فأحجز مقعدي المفضل في خريطة المدرجات وأذهب للملعب وأتسوق في محلات الملابس والمنتجات الأصلية وأدخل للمدرج قبيل انطلاق المباراة لأجد المقعد في انتظاري دون واسطة أو منغصات، فعدت للوطن عازماً على نقل تلك الثقافة إلى ملاعبنا.
نحتاج إلى وقفة الجميع من أندية وشركات راعية وشركات مالكة للحقوق ومدراء ملاعب وجهات أمنية وجماهير، لأن شراء التقنية هو أسهل الخطوات وبناء الثقافة هو أصعبها. وتزيد صعوبة تغيير ثقافة "السوق السوداء" حين يكون سعر "التذاكر السوداء" عشرة أضعاف الأسعار الرسمية، فهل نتعاون للقضاء على هذه الجريمة قبل استفحالها.. وعلى دروب المال الحلال نلتقي.
ولكن مباراة الجولة الأخيرة في الدوري بين الهلال والاتحاد أعادتنا سنوات إلى الوراء، حيث انتشرت جرائم السوق السوداء التي يعاقب عليها القانون في كل أنحاء العالم. لقد أرتفع سعر تذكرة المنصة من 300 ريال إلى 2500 ريال. أعرف من الأصدقاء من اضطر إلى شرائها من السوق السوداء وتلك مصيبة، والمصيبة أعظم حين نعرف الجهة التي ينتسب لها مجرمو السوق السوداء.
ومن المتوقع أن تشهد مباراة الغد سوقاً سوداء أخرى، ما لم تساهم الإجازة في سفر نسبة كبيرة من جماهير المنصة، فيكون قانون "العرض والطلب" هو المنقذ للموقف الذي قد يشكل صفحة سوداء أخرى في كتاب كرة القدم السعودية.
"السوق السوداء" جريمة في كل الأعراف الدولية، وهناك أساليب معروفة لمكافحة المتاجرة بالتذاكر تتلخص في مراقبة السوق ونصب الفخاخ ومتابعة التذاكر والقبض على المجرمين وضربهم بيد من حديد، فهل تبادر السلطات السعودية المعنية لقمع هذا الداء قبل أن ينتشر بشكل أكبر، ويتحول إلى الأمر إلى جرائم جنائية بسبب الجشع مع تعاظم الأرباح المحرمة؟
كنت صغيراً لا أعرف معنى السوق السوداء، وكنت أذهب لملعب الملز فأشتري التذاكر بزيادة ريال واحد أو ريالين حتى أتجنب زحام الشباك غير المنظم، حيث كنت أرى الزيادة البسيطة كــ "بدل راحة بال"، ولكني كبرت وعشت في أمريكا وبريطانيا وحضرت الكثير من المباريات، وعرفت أن الزيادة البسيطة في سعر التذاكر تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون ويضرب بيد من حديد على البائع والمشتري. وتعلمت أيضاً كيف أشتري التذاكر عن طريق الإنترنت فأحجز مقعدي المفضل في خريطة المدرجات وأذهب للملعب وأتسوق في محلات الملابس والمنتجات الأصلية وأدخل للمدرج قبيل انطلاق المباراة لأجد المقعد في انتظاري دون واسطة أو منغصات، فعدت للوطن عازماً على نقل تلك الثقافة إلى ملاعبنا.
نحتاج إلى وقفة الجميع من أندية وشركات راعية وشركات مالكة للحقوق ومدراء ملاعب وجهات أمنية وجماهير، لأن شراء التقنية هو أسهل الخطوات وبناء الثقافة هو أصعبها. وتزيد صعوبة تغيير ثقافة "السوق السوداء" حين يكون سعر "التذاكر السوداء" عشرة أضعاف الأسعار الرسمية، فهل نتعاون للقضاء على هذه الجريمة قبل استفحالها.. وعلى دروب المال الحلال نلتقي.