|


د. حافظ المدلج
مبرر الإخفاق
2009-05-30

من وجهة نظري الخاصة أن الأمير محمد العبدالله الفيصل من أكثر الرياضيين حكمة، ولا زلت أتذكر الحلقة الأخيرة من برنامجي "قضية وحوار" حين تشرفت بلقائه في جدة، فقال حينها حكمة: بأن إدارة النادي التي تكثر من نقد التحكيم تقدم للاعبيها "مبرر الإخفاق" لأن الحكم سيكون الشماعة التي تعلق عليها الخسارة.  وبقيت هذه العبارة عالقة في ذهني وتؤكد صحتها شواهد كثيرة.
فقلت في مداخلة مع برنامج الجولة: إن المبالغة في الحديث عن قضية "كوماتشو" ستقدم لنجوم الشباب "مبرر الإخفاق" فيؤثر على حوافز الانتصار، وحدث ما توقعت فرأيت شباباً مختلفاً عن الفريق الذي لعب نهائي كأس الملك للأبطال، فأصبح "الليث" مستسلماً يدافع طوال المباراة يدافع ويلعب بطريقة لا تناسب إمكانيات نجومه، فخسر الشباب قبل أن تبدأ المباراة دون التقليل من أحقية العميد بفوزه المستحق.
ولم يكن "الاتفاق" أفضل حالاً من "الشباب"، حيث كان "صالح بشير" محور الحديث وكأنه "فارس الدهناء الوحيد"، ولذلك خسر سفيرنا في الساحل الشرقي بطريقة مشابهة حيث كان متقدماً وخسر المباراة لأن نجوم الفريق كانوا يبحثون عن البشير فلا يجدونه، فتزداد شكوكهم بإمكانية حسم المباراة بدونه، وكأن تركيز الإدارة على غياب نجم واحد أعطى "مبرر الإخفاق" لبقية النجوم فحدثت النكسة.
أما أوضح الدلائل والشواهد فكانت من نصيب "الهلال" أمام "أم صلال"، حيث كان الخطأ الهلالي أكبر والغفلة عنه أطول، والخروج المر من دوري المحترفين الآسيوي كان المسمار الثالث في نعش الفريق الهلالي، الذي بدأ يترنح منذ مغادرة المدرب الروماني "كوزمين"، حيث أقام الهلاليون الدنيا ولم يقعدوها وكأن الفريق لا يستطيع الفوز أو التقدم بدونه، بل إن اسمه يظهر مع كل هزيمة كتأكيد على أنه "مبرر الإخفاق" الذي جعل الفريق يخرج من ثلاث بطولات متتالية خالي الوفاض، وهو في رأيي كان قادراً على حسم إحدى البطولتين المحليتين والبقاء في الدوري الآسيوي، ولكنه خسر بطرق دراماتيكية لوجود "مبرر الإخفاق" عند نجوم الفريق الذي تزايدت فيه حالة الفوضى والتسيب منذ رحيل المدرب.
في الختام .. أبارك للعميد بقاءه سفيراً وحيداً للكرة السعودية في آسيا، على أمل أن تواصل إدارته إجادة التحضير الفني والنفسي للفريق ليعود بالكأس الغالية من اليابان ويمثلنا في كأس العالم للأندية في أبو ظبي، فكلنا اليوم يجب أن نكون مع الاتحاد في مسيرته الآسيوية.  كما أتمنى من أجل أصدقائي التشلساويين – وفي مقدمتهم "راكان المدلج" – أن يحققوا كأس إنجلترا .. وعلى منصات التتويج نلتقي.