|


د. حافظ المدلج
اليوم نبدأ
2009-08-15
مساء اليوم، وتحديداً بعد صلاة المغرب سيتم تدشين الأطقم الثلاثة لكل ناد مشارك في دوري زين السعودي، كبداية فعلية لرحلتنا نحو مزيد من الاحترافية، فقد كنت ولازلت وسأظل أحلم بأن يحاكي الدوري السعودي أرقى المسابقات العالمية، والمظهر العام للفرق المشاركة من أساسيات العمل الاحترافي المنظم، فحين نشاهد مباريات دوري باركليز الممتاز نعرف الفريقين وملعب المباراة من الوهلة الأولى، فالفرق تلعب على أرضها بألوانها الأساسية وتلعب خارج أرضها بألوان أخرى تتغير كل عام كأحد عناصر التسويق وتعزيز الموارد.
ومن يذهب لمدارسنا يشاهد حرص الصغار على لبس أحدث الملابس الأصلية للأندية الأوروبية بشكل يعزز خزائن تلك الأندية، وأنديتنا أولى وأحق بتلك السياسات الاستثمارية، ولذلك تحركت "هيئة دوري المحترفين السعودي" لإقناع الأندية بركوب موجة الاستثمار في الملابس، ووفقت – ولله الحمد – لوضع الأندية على بداية الطريق الصحيح، حيث سيعرض اليوم أمام ممثلي الأندية والزملاء الإعلاميين ثلاثة أطقم لكل فريق مشارك في دوري زين السعودي، 36 طقماً متميزاً تم اختيارها من قبل الأندية تتفاوت حسب الذوق والإمكانيات والظروف، ولكنني أثق أنها ستكون بداية إيجابية نتعلم منها جميعاً ليكون المقبل أفضل بإذن الله.
أقول بأنها البداية، لأن الطريق لازال طويلاً كي نجني ثمار هذا الاستثمار، ونحن بحاجة إلى عناصر أساسية لإكمال المسيرة بطريقة تحقق أفضل النتائج. حيث ننتظر من الأندية أن تعمل باحترافية أكثر من خلال إدارة الاستثمار في النادي بالتنسيق مع مشرف كرة القدم للوصول لأفضل عقود الملابس الممكنة مع أفضل الشركات العالمية المتخصصة، وقد استطاعت الهيئة أن تؤمن للأندية التي ليس لديها عقود ملابس بالتعاقد مع شركة إيطالية متخصصة ستعجب الجماهير بإذن الله.
كما نحتاج من الإعلام الرياضي زيادة الجرعة التوعوية فيما يخص اقتناء الملابس الأصلية التي تعود بالخير على خزينة النادي وتقطع الطريق على القراصنة الذين يهدمون أهم عناصر الاستثمار في الرياضة، ويقيني أن نجاح التجربة سيؤدي إلى إقبال الشركات على الأندية بشكل تنافسي يتيح لها فرصة أكبر للاختيار والاستثمار، كما ينعكس ذلك على تعزيز متانة السوق الاستهلاكي بعيداً عن الغش والتقليد.
ونحتاج أخيراً إلى وقفة جادة من الجهات الرسمية الرقابية كوزارة التجارة والجمارك والبلديات وغيرها، لأن جميع الجهود ستذهب أدراج الرياح إذا سمحنا للقراصنة بتقليد وجلب وبيع القمصان التي تهدم ولا تبني البيئة الاستثمارية، وقد تقدمت الهيئة باقتراح يقضي بأن يضاف إلى التصاريح اللازمة لفتح محلات الملابس الرياضية تصريح من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بدونه لا يسمح بفتح تلك المحلات، وهو تصريح لا يمنح لمن يبيع الملابس المقلدة، وهي فكرة تنتظر التنفيذ كإحدى الوسائل لتضييق الخناق على المقلدين السارقين لحقوق الأندية وخيراتها، فهل نتعاون ضد القرصنة؟.. وعلى منصات الاستثمار نلتقي.

* عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم