|


د. حافظ المدلج
منصات رمضانية
2009-08-22
لشهر رمضان مكانة خاصة في قلبي تجعلني أغير خط الزاوية وموضوعات الكتابة، حيث كنت ولازلت وسأظل بإذن الله على ذلك النهج، ولذلك سأبدأ اليوم بتهنئة الجميع بحلول شهر الخير والبركات أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والمسرات، فمن لم تصله رسالة بالجوال فلعل التهنئة تصله عبر المقال.
رمضان فرصة لبدء صفحة جديدة مع النفس نراجع فيها الحسابات، ونسعى للارتقاء وتصحيح المسار، وقد قررت اليوم أن أبدأ الشهر الفضيل بالتسامح، فأصفح عن كل من أخطأ بحقي وأتمنى منهم الصفح عن أخطائي بحقهم، لنبدأ صفحة بيضاء خالية من الشوائب والشحناء.
أخي الرياضي، لنجعل من رمضان بداية لضبط النفس، فلا تصرح لحظة الغضب ولا تجرح أخوانك الرياضيين بكلمة، ولنتخذ جميعاً قراراً حكيماً بالارتقاء بالوعي العام في مجتمعنا الرياضي، فنفكر قبل أن نقرر، ونختار عباراتنا بعناية لنضمن أنها تقربنا ولا تبعدنا، فالرياضة جسر تواصل مع الآخر.
أخي الإعلامي، ليكن رمضان صفحة نقية نستشعر فيها أمانة الإعلام ـ كتابة وصوتاً وصورة ـ فنستخدم الإعلام كساعد بناء لا معول هدم، فالكلمة الصادقة المبنية على الحقائق تزيد مساحة الوعي وترفع مستوى المعلومة، وتخفف من حدة التعصب المبني على العاطفة والمتجاهل للحقيقة.
أخي المدخن، أنت تمتنع عن التدخين طيلة النهار خلال شهر رمضان، وأنت تعلم أكثر مني أن التدخين يضر ولا ينفع، وأن نسبة الوفيات بسبب التدخين تعتبر الأعلى في العالم متفوقة على الحوادث والحروب وكل عوامل القتل الأخرى، فلماذا لا تجعل من رمضان فرصة للإقلاع النهائي عن تلك العادة القاتلة.
أخي صاحب المال الوفير، تذكر في رمضان أن هناك أسراً سعودية تعيش تحت خط الفقر، وأن الجمعيات الخيرية الرسمية تعرف الطريقة المثلى لإيصال الفائض من مالك لهم، وتذكر قول المصطفى عليه السلام: "ما نقص مال من صدقة بل تزده"، فهل نبدأ بالإنفاق لنتثبت تكافل هذا الوطن الذي نحب.
أخي الموظف، لا أعرف سبباً للعلاقة بين الصيام والكسل، فمن واقع تجربتي الشخصية تزيد إنتاجيتي في رمضان وأنا أقل منك قدرة، ولكنني أقنعت نفسي أن العمل عبادة، ورمضان مرتبط بالعبادة أكثر من بقية أشهر العام، ولذلك فإن مضاعفة العمل في رمضان هي المحصلة الطبيعية وليس الكسل والتقاعس.
وأخيراً أخي رجل الأمن، أنت الواجهة الحقيقية لهذا الوطن والممثل الداخلي له، وحب الشباب لوطنهم مرتبط بحبهم لك، ولذلك أدعوك أن تجعل رمضان المبارك فرصة للارتقاء بأسلوب تعاملك مع الشباب، فمن المهم أن يشعر الشباب أنك صديقهم لا خصمهم، فما معنى أن تجند طاقتك ووقتك لقص شعر الشباب في الإجازة وأنت تعرف أن المدرسة ستتولى ذلك مع بدء الدراسة، وليتك تجعل الشباب يشعرون بالأمان لرؤيتك بدلاً من الخوف منك.. وعلى منصات رمضان نلتقي.