|


د. حافظ المدلج
برزة خليجية
2009-10-21
في برنامج "برزة خليجية" بقناة دبي الرياضية نناقش كل ثلاثاء هموم كرة القدم الخليجية، وحين تحدثنا عن إخفاقات المنتخبات الخليجية عالمياً، فتحت جرحاً نازفاً حين تحدثت عن نجم النادي ونجم المنتخب. حيث يحبط نجوم المنتخب المخلصين حين يكون بينهم نجم يحرث الملعب مع النادي ويجرجر أقدامه مع المنتخب، ويحبطون أكثر حين يشاهدون في المدرجات من يحمل أعلام الأندية وأرقام نجومها، ويصل الإحباط حده حين يقرأون ويشاهدون رموز الإعلام وهي تمايز بين نجوم الوطن بشكل تعصبي.
سأوجه حديثي اليوم لنجوم الكرة السعودية وأترك لكل منهم حرية الإجابة على السؤال الذي سأختم به المقال، فقد عدت بالذاكرة إلى تصفيات كأس العالم2002م حيث كان للمنتخب مباراة مصيرية أمام الشقيق العراقي في الأردن، وكان الفوز هو المطلب الوحيد في مباراة اشتعلت الحماسة فيها قبل أن تبدأ، حيث كان نجوم العراق يتوعدون نجومنا بمباراة لا هوادة فيها، ولكن المفاجأة غير السارة للمدرب أن أحد نجوم الفريق أدعى الإصابة تهرباً من المباراة، في حين أن "عبدالله الواكد" كان حديث التعافي من إصابته ولكنه بروح المواطن قال للمدرب بالحرف: "لو شفتني أحبي على ركبي في الملعب لا تطلعني".
وسأنتقل بكم إلى كرة القدم الإنجليزية، حيث استوقفني قبل أشهر كتاب لمدافع ليفربول "جيمي كاريجر" قال فيه إن ألمه وحزنه لإضاعته ضربة الترجيح التي أخرجت إنجلترا من كأس العالم 2006م أمام البرتغال، قد تلاشى حين وصلته رسالة من صديق يقول: "الحمد لله أنك أضعتها مع إنجلترا وليس مع ليفربول"، وبعد الكتاب لم يعد "كاريجر" لصفوف المنتخب فهو لا يستحق ارتداء قميص الوطن لأنه لاعب ناد. في المقابل قرأت مقابلة لنجم تشلسي "جون تيري" يقول فيها إن ألمه وحزنه لخسارة إنجلترا فرصة التأهل لكأس أمم أوروبا 2008م تعادل أضعاف ألمه وحزنه لانزلاقه عند تنفيذ الركلة الترجيحية التي أهدت لقب أبطال أوروبا لفريق "مانشستر يونايتد" على حساب "تشلسي"، ولذلك أصبح "تيري" كابتناً للمنتخب والنادي لأنه لاعب منتخب وناد، مع إعطاء الأولية ـ كما يجب ـ لمنتخب الوطن.
أعود لنجوم الكرة السعودية في الوقت الحاضر والمستقبل، وأتوجه بسؤال هام: أيهم أنت؟
هل أنت اللاعب الذي يدعي الإصابة خوفاً من مباراة حامية الوطيس، أم أنك تعطي المنتخب حتى الرمق الأخير لأنك تدرك أهمية القميص الذي تلبسه وتحمل معه آمال جميع المواطنين؟ هل أنت مثل "كاريجر" أم أنت "تيري"؟ لا بد أن تجيب على تلك الأسئلة بصدق مع نفسك – أولاً ـ ثم مع من يستأمنك على حمل لواء الوطن في المحافل الرياضية، لأن نجماً واحداً من نوعية "كاريجر" يكفي لهزيمة المنتخب معنوياً قبل بدء المباراة، فلابد أن يكون جميع نجوم المنتخب من نوعية"تيري".. وعلى منصات الوطنية نلتقي.