|


د. حافظ المدلج
شكراً للعميد
2009-10-31
عالم الرياضة يشبه عالم المال والأعمال، فكل يوم هو في حال، وكرة القدم السعودية تمر اليوم بمنعطف خطير يتمثل في خروج جميع منتخباتنا بخفي حنين من المنافسات الدولية. وهو أمر لم نتعود عليه منذ عام 1984م، ولكن دوام الحال من المحال، فقد كبت الخيول السعودية في وقت متقارب، فأسرع المتربصون بالرقص على جراح الوطن، بينما الكبوة تمثل جرس إنذار أثق بأن القيادة الرياضية ستتعامل معه بحكمة تعيد الأمور إلى نصابها.
ففي ظلمة الإحباط يولد بصيص الأمل، حيث أشع نور الاتحاد ليضيء سماء آسيا، بفريق لا يقهر ونجوم لا تتقهقر، فكان الفوز على الفريق الياباني في معقله شهادة تأكيد على علو كعب كرة القدم السعودية آسيوياً حتى وإن لعبت الظروف دوراً كبيراً في تغييب منتخباتنا في جميع الفئات. فشكراً للعميد الذي حفظ ماء الوجه وأعاد كتابة التاريخ مؤكداً أنه لا يصح إلا الصحيح.
"شكراً للعميد" فإقصاء الأندية اليابانية سيؤكد الرأي السعودي بخطأ الاتحاد الآسيوي الذي أصر على محاكاة الاتحاد الأوروبي في تحديد مقر النهائي قبل بدء البطولة وإقامته من مباراة واحدة فقط. فقد بح صوتي والزميل العزيز "فيصل العبدالهادي" في محاولة إقناع لجنة دوري المحترفين الآسيوي بأن الأندية الآسيوية ليست كالأوروبية، وبالتالي فمن المستحيل نجاح النهائي ما لم يكن أحد أطرافه من الدولة المستضيفة، وكم كنت أتمنى لو تأهل "أم صلال" لتتأكد الفكرة السعودية بشكل أكبر وأوضح.
"شكراً للعميد" فإن ذلك التألق يؤكد النظرية التي أحاول جاهداً أن أقنع بها الرأي العام الغاضب على حال الرياضة، حيث أرى – والرأي للقارئ الكريم – أن كرة القدم السعودية تظل هي الأفضل بالمقارنة مع غيرها من المجالات حين نتحدث عن الترتيب السعودي آسيوياً. ففي التعليم والصحة والمرور والنظام والطيران والخدمات وغيرها من مجالات الحياة نحتل مكاناً غير متقدم على مستوى القارة، ولكننا في كرة القدم لا نزال منذ ربع قرن من الزمان ننافس على القمة على مستوى المنتخبات والأندية والنجوم.
"شكراً للعميد" حيث ستكون رحلتي المقبلة لماليزيا أكثر متعة وفخراً، ففي حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي أثق أن تألق العميد ونجومه سيضمن الحضور السعودي في يوم التكريم، وحينها سأكون أول من يتلقى التهاني من الزملاء أعضاء المكتب التنفيذي، حيث كنت أبادرهم بالتهنئة على تألق ونجاح منتخباتهم وأنديتهم ونجومهم في المحافل الآسيوية.
"شكراً للعميد" فقد كان وما زال خير سفير للوطن في رحلة تبقى فيها الحصول على الكأس في اليابان والتألق في كأس العالم للأندية في أبو ظبي، وثقتي في رجال الاتحاد لا حدود لها، فقد أثبتوا مرة بعد أخرى أنهم السفير السعودي المفوض فوق العادة في القرن الحادي والعشرين.. وعلى منصات تتويج العميد نلتقي.