"الزين شقاوات" حكمة كان ترددها جدتي (رحمها الله) كناية عن أن الجمال يأتي معه الشقاء، فالفتاة الجميلة تشقي من يعشقها، واللغة الجميلة تشقي من يتعلمها، واللعبة الجميلة تشقي من يفتن بها. لن أطيل في شرح المقولة الحكيمة، ولكن لغتنا العربية صعبة جداً رغم جمالها، فالفرق كبير بين الكره بمعنى الكراهية والكرة التي نلعب بها الكثير من الألعاب بتعدد ألوانها وأحجامها التي لا يكفي المجال لتعدادها.
كرة القدم، اللعبة الأشهر والأجمل في العالم يفترض أن تكون وسيلة للتقارب بين شعوب العالم، ولكنها بحذف النقطتين على الهاء تتحول إلى وسيلة لنشر الكراهية والتباعد بين الشعوب. فالعاطفة الجياشة تجاه اللعبة الجميلة تؤثر في كثير من الأحيان على سلوك الجماهير واللاعبين فتتحول المباريات إلى معارك. ولعل أشهرها الحرب التي قامت في أمريكا الجنوبية بين دولتين متجاورتين بسبب مباراة في كرة القدم امتدت أعمال الشغب فيها لتتحول إلى حرب ضروس بين البلدين.
وفي المقابل كانت مباراة أمريكا وإيران في كأس العالم 98 مفتاح صفحة جديدة للعلاقات بين بلدين فرقتهما السياسة فقطعت جميع جسور التواصل، لتأتي مباراة في كرة القدم وتفتح الخطوط المغلقة.
اليوم تقام مباريات حاسمة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مما يزيد من حدة المنافسة والتعاطف، وبالتالي فإن التوتر يكون في أقصى حالاته لدرجة تستدعي تدخل العقلاء لتهدئة الأجواء. ولعل أهم تلك المباريات وأكثرها حساسية لقاء الجزائر على أرض مصر، فجماهير البلدين تسبقهما الشهرة بالعاطفة الجياشة والحماس الذي يرعب الخصوم، وإعلامهما الرياضي لا يقوم بما يكفي لتهدئة الأمور، بل على العكس فقد شاهدت وقرأت ما يؤجج حماس الجماهير لدرجة تنذر بما لا يحمد عقباه. كما وصلتني عبر البريد الإلكتروني ملصقات تطالب الجماهير المصرية المثقفة بعدم الحضور للمباراة لأنها تخص البلطجية وصناع العنف والشغب، بل إن ملصقات أخرى حملت صور نجوم مصر الرائعين وأظهرتهم بشكل شرس تقطر منهم الدماء وأسمتهم "فرقة الإعدام".
الحقيقة المرة تؤكد أن من شأن ذلك الطرح العنيف أن يلعب بعقول البسطاء فتتحول المدرجات إلى ساحة حرب لا مسرح لعب، وعندها ستكون كرة القدم العربية الخاسر الأكبر، بل إن الخلاف قد يتطور من الرياضة للسياسة، وحينها نتمنى على رأي المصريين "يا ريت اللي جرا ما كانش".
هنا يجب أن نتوقف ونفكر بصوت مسموع ومقروء ومرئي، لنطالب القيادات الرياضية والإعلامية بأن يجعلوا من كرة القدم منصة للتواصل والتقارب مع الآخر، لا منصة تأجيج للمشاعر وإذكاء لنار التعصب والكراهية، فالنقطتان اللتان تنقلانا من الكرة إلى الكره، أو تعيدانا من الكره إلى الكرة، لا يملك حبرهما وأقلامهما إلا القيادات الرياضية والإعلامية، وسنعلم اليوم هل كان ملعب القاهرة ملعب كرة أم ساحة كره.. وعلى منصات الكرة نلتقي.
كرة القدم، اللعبة الأشهر والأجمل في العالم يفترض أن تكون وسيلة للتقارب بين شعوب العالم، ولكنها بحذف النقطتين على الهاء تتحول إلى وسيلة لنشر الكراهية والتباعد بين الشعوب. فالعاطفة الجياشة تجاه اللعبة الجميلة تؤثر في كثير من الأحيان على سلوك الجماهير واللاعبين فتتحول المباريات إلى معارك. ولعل أشهرها الحرب التي قامت في أمريكا الجنوبية بين دولتين متجاورتين بسبب مباراة في كرة القدم امتدت أعمال الشغب فيها لتتحول إلى حرب ضروس بين البلدين.
وفي المقابل كانت مباراة أمريكا وإيران في كأس العالم 98 مفتاح صفحة جديدة للعلاقات بين بلدين فرقتهما السياسة فقطعت جميع جسور التواصل، لتأتي مباراة في كرة القدم وتفتح الخطوط المغلقة.
اليوم تقام مباريات حاسمة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مما يزيد من حدة المنافسة والتعاطف، وبالتالي فإن التوتر يكون في أقصى حالاته لدرجة تستدعي تدخل العقلاء لتهدئة الأجواء. ولعل أهم تلك المباريات وأكثرها حساسية لقاء الجزائر على أرض مصر، فجماهير البلدين تسبقهما الشهرة بالعاطفة الجياشة والحماس الذي يرعب الخصوم، وإعلامهما الرياضي لا يقوم بما يكفي لتهدئة الأمور، بل على العكس فقد شاهدت وقرأت ما يؤجج حماس الجماهير لدرجة تنذر بما لا يحمد عقباه. كما وصلتني عبر البريد الإلكتروني ملصقات تطالب الجماهير المصرية المثقفة بعدم الحضور للمباراة لأنها تخص البلطجية وصناع العنف والشغب، بل إن ملصقات أخرى حملت صور نجوم مصر الرائعين وأظهرتهم بشكل شرس تقطر منهم الدماء وأسمتهم "فرقة الإعدام".
الحقيقة المرة تؤكد أن من شأن ذلك الطرح العنيف أن يلعب بعقول البسطاء فتتحول المدرجات إلى ساحة حرب لا مسرح لعب، وعندها ستكون كرة القدم العربية الخاسر الأكبر، بل إن الخلاف قد يتطور من الرياضة للسياسة، وحينها نتمنى على رأي المصريين "يا ريت اللي جرا ما كانش".
هنا يجب أن نتوقف ونفكر بصوت مسموع ومقروء ومرئي، لنطالب القيادات الرياضية والإعلامية بأن يجعلوا من كرة القدم منصة للتواصل والتقارب مع الآخر، لا منصة تأجيج للمشاعر وإذكاء لنار التعصب والكراهية، فالنقطتان اللتان تنقلانا من الكرة إلى الكره، أو تعيدانا من الكره إلى الكرة، لا يملك حبرهما وأقلامهما إلا القيادات الرياضية والإعلامية، وسنعلم اليوم هل كان ملعب القاهرة ملعب كرة أم ساحة كره.. وعلى منصات الكرة نلتقي.