|


د. حافظ المدلج
الخطأ مسموح
2010-03-31
كان العام 2009م سيئاً على الكرة السعودية من زوايا عديدة، لعل أبرزها خسارة مباريات لاتخسر بسبب الإفراط في الثقة وعدم احترام الخصم، وهو الأمر الذي عايشناه على مستوى المنتخب في مباراة كوريا الشمالية في الرياض فخسرنا التأهل لكأس العالم، وعلى مستوى الأندية كانت الأمثلة كثيرة، لعل أبرزها خسارة الهلال أهم مباراة في التاريخ الحديث للنادي أمام نادي "أم صلال" القطري لنفس السبب.
والهلال والشباب يكرران الخطأ مرة أخرى، وكأننا لم نتعلم من دروس الأمس، حيث بالغ الهلال في ثقته حين قابل الأهلي الإماراتي، متكئاً على نتيجتين لا علاقة لهما بالمباراة بشكل مباشر، ففوز الهلال على السد في ملعب الفريق القطري بثلاثية، وفوز السد على أهلي دبي بخماسية، أوحى للهلاليين أن الفوز على الأهلي في الرياض مسألة مفروغ منها، وربما بدأ بعض النجوم في التفكير بلقب الهداف من خلال الشباك الإماراتية. وأتذكر صديقاً أرسل متوقعاً انسحاب الأهلي بعد المباراة لأنه سيمنى بالهزيمة الثالثة بكل تأكيد، وربما تكون الأثقل في تاريخ النادي. وأتذكر حينها أنني قلت بأن الملعب هو الفيصل بين الفريقين، وذكّـرت صديقي بمباراة "أم صلال" الشهيرة.
والشباب الذي قهر الظروف والمضايقات التي صاحبت مباراة الفريق في "أوزبكستان"، توقع أن مباراة العين ستكون أسهل والفوز أضمن، ولذلك كانت أحاديث النجوم تؤكد الإفراط في الثقة قبل بدء المباراة، فتوقعت أن يخسر الشباب المباراة قبل أن تبدأ، وتمنيت ألا تصدق توقعاتي .. ولكن خسر الشباب مستوى ونتيجة، وخسر الهلال بالتعادل على أرضه وبين جماهيره أسهل المباريات.
في الوقت الذي تتقدم الكرة السعودية بالشكر الجزيل للسفيرين الناجحين في الجولة الثالثة "الاتحاد والأهلي"، أحذر مرة بعد أخرى من تكرار الخطأ في الإعداد النفسي للنجوم في المشاركات الخارجية، فالمبالغة في الثقة أو المبالغة في الخوف يؤديان إلى نفس النتيجة، ولا أملك الوصفة السحرية التي تمسك العصا من المنتصف، فالصديق "خالد السعدون" متمكن من فن "التفكير الإيجابي" وقد حاول أن يشرح لي كيفية الإمساك بشعرة معاوية بين الثقة والإفراط في الثقة، وأتمنى أن يقدم محاضرات لنجوم المنتخب أولاً والأندية ثانياً لأننا خسرنا الكثير من المباريات بسبب عدم إحترام الخصم الناجم من الإفراط في الثقة.
إنها رسالة لجميع الأندية السعودية بضرورة التعلم من دروس الماضي والحاضر، ومن حسن حظ الكرة السعودية أن الأخطاء الأخيرة وقعت في منتصف مرحلة المجموعات حيث يمكن التعويض والتأهل بإذن الله لمرحلة خروج المغلوب، وإن لم نتعلم فسنصبح من المغلوبين لا محالة.
منصة السؤال: كيف نعلم النجم السعودي الفرق بين الثقة والإفراط في الثقة، ومن المسئول عن عدم احترامنا للخصم في كثير من المباريات؟ .. وعلى منصات تصحيح الأخطاء نلتقي.