|


د. حافظ المدلج
يوم الشباب
2010-06-16
تعودت في أسفاري الكثيرة أن أفتح عيني وأذني وعقلي لتعلم الجديد، ونقل ما تعلمته لمن أحب – وفي مقدمتهم قراء الرياضية – ولذلك أكتب لكم في اليوم السادس عشر من الشهر السادس عن أهمية هذا اليوم الذي يسمى "يوم الشباب" في جنوب أفريقيا، وله قصة مأساوية يجب أن أنقلها لكم بشكل موجز، حيث كانت هذه الدولة تخضع للحكم العنصري الذي يعطي الأفضلية المطلقة للأقلية البيضاء الحاكمة، ويضطهد في المقابل حقوق الأغلبية السوداء المغلوبة على أمرها، وتشمل تلك التفرقة كل مناحي الحياة وفي مقدمتها التعليم، حيث كان السود لا يتلقون التعليم الملائم مما حدا بمجموعة شجاعة من الطلاب إلى الاحتجاج في مظاهرة قتل فيها الطالب "هكتور بيترسون" على يد الشرطة البيضاء في مثل هذا اليوم من عام 1976م، ومنذ ذلك التاريخ والشعب الجنوب أفريقي يحتفل بالمناسبة كل عام بطريقة جميلة، حيث يلبس الجميع ملابس المدرسة طوال اليوم بما في ذلك الكبار الذين ودعوا مقاعد الدراسة منذ سنوات.
إنه يوم خالد يعلن فيه الإنسان رفضه للظلم والاستبداد، كما أنه يوم يؤكد قدرة الشباب على تغيير العالم من حولهم، ولذلك أكتب وأنا على يقين بأن مصير أمتنا بيد شبابها، فإن أرادوا لها العزة والرفعة فهم قادرون على قهر المستحيل، فالوطن الحبيب قادر على إنجاب المبدعين القادرين على صناعة الفارق، ولذلك قررت – بعد إذنكم – أن أخصص مقالاً شهرياً لتسليط الضوء على الصور الجميلة لشباب الوطن من الجنسين، الذين أتوسم فيهم القدرة على تحقيق طموح والدهم "الملك عبدالله" الذي يعتبر الداعم الأول للشباب، والذي سيحفظ له التاريخ قراره الحكيم بتنفيذ "برنامج الملك عبد الله للابتعاث".
في هذا اليوم الخالد يلتقي منتخب جنوب أفريقيا مع منتخب الأوروجواي في مباراة هامة ستحدد معالم المجموعة التي يتساوى جميع فرقها بنقطة يتيمة من المباراة الأولى، ورغم أن موقعي كعضو في اللجنة المنظمة لكأس العالم يحتم علي الحياد التام، إلا أنني أتمنى في "يوم الشباب" أن تنتصر "جنوب أفريقيا" ويكون هذا اليوم هو جواز عبور المنتخب المستضيف إلى دور الستة عشر، مما يعني تواصل الأفراح وزيادة نسب النجاح للبطولة، خصوصاً إذا علمنا أنه وللمرة الأولى تصل نسبة التذاكر المباعة لمواطني الدولة المستضيفة إلى 75% من إجمالي التذاكر.
في "يوم الشباب" أكتب لكم يا شباب الوطن مؤكداً على ضرورة استشعار المسئولية تجاه الوطن الذي نحب، ومذكراً بعبارة شهيرة أرددها كثيراً للرئيس الأمريكي "جون كندي" حيث قال: "لا تسأل ماذا يمكن أن يقدم لك الوطن ولكن اسأل ماذا يمكن أن تقدم أنت للوطن"، إنه شعاري في كل الأعمال والمهام التي أمثل فيها الوطن، فما هو شعارك عزيزي القارئ؟ .. وعلى منصات الشباب نلتقي.