|


د. حافظ المدلج
كلينتون الذي عرفت
2010-06-26
في حياتي تعرفت – بفضل من الله ثم بفضل من أولوني ثقتهم على الكثير من الشخصيات العالمية التي جمعتني بها الظروف، فحاولت أن أتعرف أكثر على تلك الرموز التي تؤثر في مسار حياتنا جميعاً، ولكن المفاجأة هذه المرة كانت من العيار الثقيل، فقد طلب مني مسئول البروتوكول في "فيفا" أن أرتدي الزي الرسمي لأن هناك ضيفاً خاصاً في مباراة الجزائر وأمريكا سأجلس بالقرب منه، فذهب تفكيري لشخصية جزائرية وإن اختياري تم بسبب عروبتي، ولكن فوجئت بأن الضيف هو الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" ولا يفصل بيننا سوى كرسي نائب رئيس الاتحاد الدولي رئيس الاتحاد الأفريقي "عيسى حياتو".
كنت واقفاً عند حاجز المقصورة أستمتع بمنظر الملعب وإذا "كلينتون" يقف بجواري ويتبادل التحايا مع الجماهير التي تهتف له، فصافحته وقلت: يبدو أنك لازلت تتمتع بالشعبية رغم مغادرة الكرسي قبل عشر سنوات"، فجاء الرد جميلاً حيث قال:"هذه نعمة من الله"، واستمر في التواصل مع الناس بالإشارة والابتسامة، وكانت المفاجأة الثانية أن أحد الشباب العرب كان يحمل لوحة تقول: "Free Gaza" أي المطالبة بتحرير"غزة"، وكان "كلينتون" يبتسم ويصفق ويشير بإبهامه موافقاً، ثم التفت وأمسكني من كتفي البعيد عنه وقربني منه وقال: "يفترض أن أكون حذراً من موافقتي على المكتوب في اللوحة لأن حكومتي قد تغضب"، فألهمني الله وقلت: "أنت رجل تميز بين العدل والظلم مثل معظم رؤساء أمريكا ولكنها السياسة الخارجية الأمريكية"، فابتسم دون تعليق.  وأثناء سير المباراة كان يسألني باستمرار عن نتيجة المباراة الأخرى في المجموعة، واستعنت بأصدقاء "بلاكبيري" للحصول على التفاصيل وإبلاغه أولاً بأول، حتى جاء الهدف الأمريكي فوقفت مجاملاً رغم إني جزائري الهوى، إلا أنها أخلاق الرياضة، فالتفت "كلينتون" وقال: "الفريقان يستحقان الفوز والتأهل ولكن طالما أن هناك مقعداً واحداً فإنني سعيد أنه لمنتخبنا"، وودعته حيث ذهب إلى غرفة الملابس للاحتفال مع النجوم.
ليس الهدف من المقال سرد قصة بلا معنى ولا هدف، ولكنني أريد إيضاح الجانب المشرق للدولة التي تحكم العالم، فالشعب محافظ ومحب للسلام، ولكن يحكمه النظام الديموقراطي الذي استطاع اليهود اختراقه والاستفادة منه، وبالتالي السيطرة على السياسة الخارجية الأمريكية، ونحن المسلمون أكثر وأقوى وأغنى ولكننا نشغل أنفسنا بالغضب على أمريكا بدلاً من كسبها، علينا أن نتقن فن التواصل مع الآخر ليتواصل معنا، لنبدأ بالتركيز على الإيجابيات ونقاط الالتقاء بدلاً من فكر:"إذا قلبت الماركة الأمريكية ووضعتها أمام المرآة ووقفت على رأسك ستقرأ كلمة ضد الإسلام"، إن العقل والمنطق يرفض أن يفكر رواد التسويق بهذه الطريقة التي تقلل مكاسبهم.
وأختم بسعادتي لردود فعل المحبين وتزايدهم متذكراً عبارة "كلينتون":(هذه نعمة من الله) أرجو دوامها..وعلى منصات كسب الآخر نلتقي.