لازال الهاجس الأمني هو الشغل الشاغل لمن يعيش أيام كأس العالم في جنوب أفريقيا، ففي قاعة الإفطار كل صباح نسمع المنغصات الأمنية التي تقول لنا: أرجعوا لأهلكم. ولكن الواجب يحتم علينا إكمال المهمة، والحقيقة أن التعود على الأجواء يزيل الخوف لكنه لا يبعد الهاجس، ولذلك تزداد أهمية التواصل معكم من خلال المقالات والظهور الإعلامي وصفحتي على الفيسبوك.
الأمن يعكس حضارة الشعوب، فهناك من يزعزع الأمن بالعنف، وآخر بالسرقة الذكية، وثالث بالعبث بالمال العام، ورابع بانتشار الفساد، وغيرها من فنون الانفلات الأمني. ففي جنوب أفريقيا تتسبب الطبقية بانتشار السرقة والعنف، فهذا "سامي الجابر" يروي أنه رأى بأم عينه رجلاً يشج رأس الآخر بالساطور في قارعة الطريق المزدحم بالناس، وتلك إحدى مضيفات طيران الإمارات شاهدة على قتل شخص بالرصاص أثناء توقفه في إشارة المرور، وذاك سفير دولة خليجية ضل الطريق فاستوقفه من جرده من كل شيء إلا سيارته الدبلوماسية وملابسه الداخلية، ليأتي "محمد بن همام" رئيس الاتحاد الآسيوي وعضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي فتسرق نظارته من غرفته، والمنتخب المكسيكي تخطف منه شنطة هامة في مربع نيلسون مانديلا المحصن بالحراسات الأمنية، ثم يأتي الصديق "أبو نايف" ليعاند الواقع الأليم.
وحتى لا أتهم بالتحامل على أحد، أو النظر للأمر من زاوية واحدة أريد أن أروي قصتين تلخصان أهمية الأمن والأمان، الأولى للزميل الإعلامي "منصور الجبرتي" الذي كان السعودي الوحيد الذي شاهدته يغطي المونديال وله أرفع قبعتي، حيث فقد قبعته وقفازاته التي تقيه برد الشتاء فأيقن بسبب الانفلات الأمني أن يد اللصوص ذهبت بها ولن تعود، ولكن يبدو أن في الصورة السوداوية بارقة نور، حيث جاء أحد العاملين في الفندق ليسلمني مفقودات "الجبرتي" التي ستبقى عهدة عندي حتى أراه على خير.
والقصة الثانية في لندن، حيث تعمد سائق الباص أن يعيد نصف جنيه إضافي إلى راكب مسلم في طريقه للمركز الإسلامي، فأعاد تلك الزيادة للسائق موضحاً له الخطأ، فكانت المفاجأة أن السائق قد تعمد ذلك، حيث قال: ترددت كثيراً في زيارة المسجد والتعرف على الإسلام، وقررت أن أختبر أمانتك فإن أعدت لي نصف الجنيه (ثلاثة ريالات) فأنت أمين ودينك الذي علمك الأمانة، ولذلك سأزور المسجد فور الانتهاء من فترة العمل. نصف جنيه كان الفارق في رسم صورة الإسلام في عين سائق الباص.
كم من سعودي أعاد مبالغ أخطأ فيها البائعون؟ وكم من سعودي سرق مقدرات الوطن؟ وكم هي علامات الاستفهام والتعجب أمام مشاريع تكلف في السعودية أضعاف تكلفتها لدى الغير!
إنها خليط من الأمانة وحب الوطن، يقول عمر بن الخطاب: لولا حب الأوطان لفسدت بلاد السوء، وهذا موضوع مقال مقبل. .. وعلى منصات الأمن نلتقي.
الأمن يعكس حضارة الشعوب، فهناك من يزعزع الأمن بالعنف، وآخر بالسرقة الذكية، وثالث بالعبث بالمال العام، ورابع بانتشار الفساد، وغيرها من فنون الانفلات الأمني. ففي جنوب أفريقيا تتسبب الطبقية بانتشار السرقة والعنف، فهذا "سامي الجابر" يروي أنه رأى بأم عينه رجلاً يشج رأس الآخر بالساطور في قارعة الطريق المزدحم بالناس، وتلك إحدى مضيفات طيران الإمارات شاهدة على قتل شخص بالرصاص أثناء توقفه في إشارة المرور، وذاك سفير دولة خليجية ضل الطريق فاستوقفه من جرده من كل شيء إلا سيارته الدبلوماسية وملابسه الداخلية، ليأتي "محمد بن همام" رئيس الاتحاد الآسيوي وعضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي فتسرق نظارته من غرفته، والمنتخب المكسيكي تخطف منه شنطة هامة في مربع نيلسون مانديلا المحصن بالحراسات الأمنية، ثم يأتي الصديق "أبو نايف" ليعاند الواقع الأليم.
وحتى لا أتهم بالتحامل على أحد، أو النظر للأمر من زاوية واحدة أريد أن أروي قصتين تلخصان أهمية الأمن والأمان، الأولى للزميل الإعلامي "منصور الجبرتي" الذي كان السعودي الوحيد الذي شاهدته يغطي المونديال وله أرفع قبعتي، حيث فقد قبعته وقفازاته التي تقيه برد الشتاء فأيقن بسبب الانفلات الأمني أن يد اللصوص ذهبت بها ولن تعود، ولكن يبدو أن في الصورة السوداوية بارقة نور، حيث جاء أحد العاملين في الفندق ليسلمني مفقودات "الجبرتي" التي ستبقى عهدة عندي حتى أراه على خير.
والقصة الثانية في لندن، حيث تعمد سائق الباص أن يعيد نصف جنيه إضافي إلى راكب مسلم في طريقه للمركز الإسلامي، فأعاد تلك الزيادة للسائق موضحاً له الخطأ، فكانت المفاجأة أن السائق قد تعمد ذلك، حيث قال: ترددت كثيراً في زيارة المسجد والتعرف على الإسلام، وقررت أن أختبر أمانتك فإن أعدت لي نصف الجنيه (ثلاثة ريالات) فأنت أمين ودينك الذي علمك الأمانة، ولذلك سأزور المسجد فور الانتهاء من فترة العمل. نصف جنيه كان الفارق في رسم صورة الإسلام في عين سائق الباص.
كم من سعودي أعاد مبالغ أخطأ فيها البائعون؟ وكم من سعودي سرق مقدرات الوطن؟ وكم هي علامات الاستفهام والتعجب أمام مشاريع تكلف في السعودية أضعاف تكلفتها لدى الغير!
إنها خليط من الأمانة وحب الوطن، يقول عمر بن الخطاب: لولا حب الأوطان لفسدت بلاد السوء، وهذا موضوع مقال مقبل. .. وعلى منصات الأمن نلتقي.