كنت مدعواً لحفل تدشين شعار كأس العالم 2014 وكان الوصول لمقر الحفل يمر عبر معرض مميز لتاريخ كرة القدم البرازيلية يتخلله تعريف عن المدن والملاعب التي ستحتضن المونديال القادم. وقد بهرني الرئيس البرازيلي وهو يرتجل افتتاحية كلمته مرحباً بأساطير كرة القدم المتواجدين في الحفل، متحدثاً بطريقة تلقائية مرحة عن كل نجم مؤكداً أن كرة القدم في البرازيل ليست مجرد لعبة، بل هي معتقد وأسلوب حياة لشعب يأكل ويشرب ويتنفس المجنونة. كان الرئيس يسجل تقديره واحترامه للنجوم الأجانب(بيكنباور، بلاتيني، كرويف) مثلما يفتخر بالبرازيليين(بيليه، كافو، بيبيتو، روماريو)، وقد سررت ورئيس الدولة يوافقني الرأي أن "روماريو" أفضل لاعب داخل منطقة الجزاء في تاريخ كرة القدم.
ومع نهاية الحفل التقيت المهاجم النادر فبادرته السؤال: لماذا توقفت عن اللعب قبل أن تحطم رقم "بيليه" في عدد الأهداف المسجلة وقد كنت قادراً على ذلك؟ فكان الجواب ولا أروع حيث قال: "يكفيني فخرا أنني الثاني بعد "بيليه" وقد إعتزلت والجماهير تطالبني بالبقاء، وربما لو تأخرت في القرار لطالبتني بالرحيل، وهو أمر لا أستطيع احتماله وأنا أعرف أن الجماهير لا ترحم".
لا أظنني بحاجة إلى التعليق على حكمة "روماريو"، ولكنني أكتفي بتوجيه رسالة إلى نجوم أفلت وتصر على البقاء في دائرة الضوء، ليتهم يتعلمون من نجم عجزت البرازيل عن تعويضه، ولازالت الجماهير تتحسر على أيامه حين كانت الكرة تطاوعه داخل الصندوق فيسجل السهل الممتنع من الأهداف.
سألته كيف سجل كل هذه الأهداف؟ فقال: "حين أدخل الملعب أعزل نفسي عن كل شيء خارجه، فلا أحفل بالإعلام ولا أستمع للجماهير ولا أتأثر بتفاصيل الحياة، وحين أكون في الصندوق فإنني أدخل عزلة ثانية لا أرى فيها سوى المرمى، فلا أتأثر بوقت المباراة ونتيجتها ونوعيتها بحيث لا يختلف تركيزي ورغبتي في التسجيل من مباراة لأخرى".
هنا يجب أن تكون الرسالة أقوى لنجوم الكرة السعودية الذين يتفاوت أداؤهم وتركيزهم بحسب المباراة والأجواء المحيطة بها، إذ يجب أن نعطيهم دروساً في التركيز والانعزال عن المؤثرات، فكم نجم تأثر بصيحات الجماهير وعناوين الصحف ومتغيرات الحياة؟ وكم مباراة وبطولة ضاعت بسبب فقد التركيز في اللحظات التي تحتاج كامل التركيز؟
وقبل أن يغادر "روماريو" سألته هل لديه سجل موثق لأهدافه؟ فابتسم وقال: "تستطيع الحصول على إحصائية دقيقة لأهدافي، كيف سجلت ومتى ومن أي مسافة"، واختفى وسط الحشود التي ترغب التصوير معه والحصول على توقيعه، وتركني أتحسر على حال نجوم أضعنا من سجلاتهم مباريات دولية بسبب الإهمال أو التعصب، فلم نعد نعرف كم لعبوا وكم سجلوا، فضاعت على الوطن أرقام قياسية قارياً وعالمياً، ناهيك عن الإحصاءات الدقيقة التي تحتاج مقالات مقبلة .. وعلى منصات التوثيق نلتقي .
ومع نهاية الحفل التقيت المهاجم النادر فبادرته السؤال: لماذا توقفت عن اللعب قبل أن تحطم رقم "بيليه" في عدد الأهداف المسجلة وقد كنت قادراً على ذلك؟ فكان الجواب ولا أروع حيث قال: "يكفيني فخرا أنني الثاني بعد "بيليه" وقد إعتزلت والجماهير تطالبني بالبقاء، وربما لو تأخرت في القرار لطالبتني بالرحيل، وهو أمر لا أستطيع احتماله وأنا أعرف أن الجماهير لا ترحم".
لا أظنني بحاجة إلى التعليق على حكمة "روماريو"، ولكنني أكتفي بتوجيه رسالة إلى نجوم أفلت وتصر على البقاء في دائرة الضوء، ليتهم يتعلمون من نجم عجزت البرازيل عن تعويضه، ولازالت الجماهير تتحسر على أيامه حين كانت الكرة تطاوعه داخل الصندوق فيسجل السهل الممتنع من الأهداف.
سألته كيف سجل كل هذه الأهداف؟ فقال: "حين أدخل الملعب أعزل نفسي عن كل شيء خارجه، فلا أحفل بالإعلام ولا أستمع للجماهير ولا أتأثر بتفاصيل الحياة، وحين أكون في الصندوق فإنني أدخل عزلة ثانية لا أرى فيها سوى المرمى، فلا أتأثر بوقت المباراة ونتيجتها ونوعيتها بحيث لا يختلف تركيزي ورغبتي في التسجيل من مباراة لأخرى".
هنا يجب أن تكون الرسالة أقوى لنجوم الكرة السعودية الذين يتفاوت أداؤهم وتركيزهم بحسب المباراة والأجواء المحيطة بها، إذ يجب أن نعطيهم دروساً في التركيز والانعزال عن المؤثرات، فكم نجم تأثر بصيحات الجماهير وعناوين الصحف ومتغيرات الحياة؟ وكم مباراة وبطولة ضاعت بسبب فقد التركيز في اللحظات التي تحتاج كامل التركيز؟
وقبل أن يغادر "روماريو" سألته هل لديه سجل موثق لأهدافه؟ فابتسم وقال: "تستطيع الحصول على إحصائية دقيقة لأهدافي، كيف سجلت ومتى ومن أي مسافة"، واختفى وسط الحشود التي ترغب التصوير معه والحصول على توقيعه، وتركني أتحسر على حال نجوم أضعنا من سجلاتهم مباريات دولية بسبب الإهمال أو التعصب، فلم نعد نعرف كم لعبوا وكم سجلوا، فضاعت على الوطن أرقام قياسية قارياً وعالمياً، ناهيك عن الإحصاءات الدقيقة التي تحتاج مقالات مقبلة .. وعلى منصات التوثيق نلتقي .