|


د. حافظ المدلج
لمن يحبني وأحبه
2010-08-11
تعودت مثل كثير من المسلمين أن أرسل تهنئة بالشهر الفضيل لكل الذين أحبهم في قائمة المسجلين في جوالي، فأرسل أكثر من ألف رسالة، ويصلني - ولله الحمد - عدد أكبر من الرسائل فتزيد القائمة عاماً بعد عام، وقد سألني صديق عن آخر معايدة مستغربا عدد الرسائل المرسلة ونوع العلاقة التي تربطني بالمرسل إليهم، فأكدت له أنني أعرف وأقدر وأحترم وأعز كل من أرسل له تهنئة برمضان أو العيد أو غيرهما، فكان رده السريع: وهل يبادلونك نفس المشاعر؟
توقفت عند السؤال متمنياً من الله أن يزيد أحبابي، وقررت أن تكون تهنئة هذا العام مختلفة بحيث تصلهم من خلال المقال، لأنني على يقين بأن جميع أحبابي يقرأون مقالاتي ولذلك أخصص لهم هذه الأسطر لتهنئتهم بمقدم شهر الخير، حيث تتضاعف الحسنات بإذن الله ويصبح العمل الطيب أطيب، ولعلي أتقدم لأحبابي بثلاثة مقترحات أكتبها بدافع الحب والمودة.
شهر رمضان فرصة للبدء بعادة حميدة والإقلاع عن سلوك غير حميد، فلينظر كل منا إلى نفسه وعمله وسلوكه نظرة صادقة لا محاباة فيها، ولنبدأ بترتيب أولوياتنا والنظر حولنا والتعلم من الآخرين، فنختار السلوك الإيجابي الذي كنا نتمنى القيام به وتأخرنا فيه، والأمثلة كثيرة كالتقرب إلى الله وصلة الرحم والقراءة وممارسة الرياضة وغيرها، ولنختار أهمها بالنسبة لكل منا ونعقد العزم على التنفيذ مع بداية الشهر الفضيل.  ثم ننظر إلى أنفسنا ونتساءل عن السلوك السلبي الذي نمارسه بالعادة أو التعود كالتدخين والإفراط في الأكل غير الصحي والكسل وعدم الالتزام بالمواعيد وغيرها من السلوكيات الخاطئة، ولنختر أكثرها ضرراً ثم نقرر البدء بالتغيير الإيجابي من اليوم.
شهر رمضان تتنافس فيه القنوات التلفزيونية على جذب المشاهد الذي يجد نفسه مجبراً على قضاء وقت طويل أمام الشاشة لأن الغالبية العظمى يخصصون وقتاً أطول في الشهر الذي يفترض أن يكون الترفيه آخر اهتماماتنا فيه، ولن أطالب أحبائي بمقاطعة التلفزيون لأن أغلبهم لن يستطيع أو ربما لن يحاول، ولكنني أقترح عليهم الانتقاء الصحيح للنافع والمفيد من البرامج والترفيه البريء، ولعلي أقترح أن نحصر متابعاتنا في عدد محدود من البرامج التلفزيونية التي نتابعها ولا نترك للنفس هواها بالتسمر أمام الشاشة صباح مساء، وقد حددت قائمتي المبدئية التي سأحددها بشكل نهائي خلال الأيام الثلاثة الأولى.
شهر رمضان وقت العطاء وبذل الخير، ولذلك أقترح على أحبابي البدء بتحمل المسئولية الاجتماعية بحيث يقرر كل منا أن يقوم بعمل تطوعي في رمضان يقوم من خلاله بخدمة المجتمع في أي شأن كان، شريطة أن يكون فيه الخير المادي أو المعنوي للوطن الذي نحب، وسأنتظر بشغف وشوق ردود أفعال أحبابي على مقترحات المقال .. وعلى منصات المحبة  نلتقي.