|


د. حافظ المدلج
تعلّموا من سابك
2010-08-21
تابعت في الأيام الماضية ملامح الوفاء فيما خطته أقلام الأوفياء للراحل الكبير "غازي القصيبي"، الذي يستحق أكثر من ذلك بكثير فهو من أكثر المواطنين والمسئولين خدمة للوطن، ولذلك أتحدث اليوم عن مبادرة "سابك" الفريدة ببناء مسجد يحمل اسم الفقيد ونشر تعزية مميزة في جميع الصحف المحلية، مع إيضاح أسباب هذه اللفتة الكريمة للمؤسس الذي رسم ملامح الشركة وكتب مسودة إنشائها واختار اسمها.
في رأيي المتواضع أن أمثال "القصيبي" في وطننا الغالي لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ولكنني لا أتمنى أن يقتصر نموذج "سابك – القصيبي" على تلك الحالات النادرة التي أذكر منها على سبيل المثال "د. عبدالله التركي وجامعة الإمام"، بل أرجو أن يمتد ليشمل أكبر عدد من المنتجين المبدعين ليكون حافزاً لتشجيع غيرهم على الإنتاج والإبداع، شريطة أن يكون الجزاء من جنس العمل، ولذلك يجب ألا يقتصر الوفاء على حفل المتقاعدين وشهادة تقدير ودرع خشبي.
في وسطنا الرياضي نماذج مبدعة خدمت الوطن وشبابه، وهم يستحقون التكريم في حياتهم وبعد مماتهم حتى نشجع غيرهم للدخول في هذا القطاع الهام، فالناس تتابع ملامح الوفاء والولاء بشكل يؤثر على قراراتهم المستقبلية، وليس غريباً أن يتمنى الكثير منّا العمل في "سابك" بعد لفتتها الكريمة في حق الرجل الأكثر تأثيراً في تاريخها، وليت جميع القطاعات تتعلم العلاقة بين الوفاء والولاء، وطالما الحديث عن الرياضة فإن النادي الذي يجحف في حق نجومه لن يجد النجم الذي يتمنى الانضمام إليه، بينما الأندية التي تتعامل برقي مع نجومها الحاليين والمعتزلين ستشجع غيرهم على تفضيل هذا النادي على غيره.
شكراً "سابك" لتقديمك درساً في الوفاء لمن يستحقه، وشكراً "أبا سهيل" لأنك قدمت للوطن شركة رائدة ضمن عطاءاتك الكثير لتراب هذه الأرض. والشكر موصول لكل قلم كتب في "القصيبي" بعض ما يستحق من الثناء، ولكل لسان لهج له بالدعاء الذي هو بأمسّ الحاجة إليه اليوم، حيث يلقى ربه الغفور الرحيم وأحسبه -والله حسبه ولا أزكي على الله أحداً- ممن أتى الله بقلب سليم.
أما ذلك السفيه الذي كتب كلمة "الشيخ" قبل اسمه المجهول للوطن والمواطنين ونشر في المنتديات كلاماً مجحفاً بحق أكثر الناس خدمة للوطن والمواطن، ومخالفاً لتيار الثناء على فقيد الأمة.. فإنني أترفع عن ذكر اسمه أو المنتديات التي سمحت له بنشر عفنه الذي يعبّر عن الحقد والغيرة، وسيبقى السفهاء نكرات لا يعرفهم إلا السفهاء أمثالهم، وستبقى منجزات "القصيبي" شاهدةً في الحاضر والمستقبل على عطاء رجل أعطى الوطن كل شيء ولم يسلب منه شيئاً، فهو من خيرة الناس لأنه أنفعهم للناس؛ رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه في جنة الخلد.. وعلى منصات الوفاء نلتقي .