|


د. حافظ المدلج
وزير بالتقدير
2010-12-18
كتبت مراراً عن افتقاد الإدارة العربية لثقافة التقدير، بل إنني أقول لطلابي في كل فصل دراسي إن "نظرية ماسلو للحاجات" عند تطبيقها على إداراتنا سنكتشف أن الحاجة الرابعة في السلم غير متوفرة في سلوكنا الإداري وهي "التقدير"، فحين يبدع الموظف العربي في عمله لا يحصل على التقدير المنتظر، ولكنه يحصل على أحدث أنواع التوبيخ والعقوبات من الخطأ الأول.
التقدير هو وقود التحفيز الذي يشجع على الإبداع والعطاء والوفاء، وهي عناصر لا يتم النجاح بدونها. فالإبداع مطلب للتقدم ومواكبة العصر والفوز في سباق التطور، فالمبدعون فقط هم القادرون على قهر الصعاب وتخطي الحواجز وصناعة المستحيل. كما أن العطاء هو الجسر الذي يوصلنا للبعيد، والموظف الراكن لحدود الوظيفة لايتوقع منه أن يحقق للوطن أكثر من المتوقع منه، إذا لم يكن أقل بكثير. أما الوفاء والولاء فهو الذي يبقي المبدعين في مجال العمل الذي يتقنون دون القفز على أي فرصة سانحة.
"قطر" الشقيقة تغير المفاهيم مرة أخرى، فبعد النجاح في الفوز بحق تنظيم كأس العالم2022، وهو إنجاز يتخطى حدود الإعجاز ليؤكد للعالم أن العرب قادرون على تحقيق المستحيل وقلب الموازين رغم قوة المنافسة التي جمعتها بأربعة قوى اقتصادية وسياسية وسياحية وتقنية تتمثل في أمريكا واليابان وكوريا وأستراليا. إلا أن "قطر" تعلق الجرس من جديد وتقول لنا بأن "التقدير" لم يسقط سهواً – أو عمداً – من "سلم ماسلو للحاجات" عند العرب. حيث جاء "التقدير" في أجمل صوره بمنح الصديق الصدوق "محمد بن همام" لقب "وزير" من باب "التقدير" على جهوده لإنجاح الملف القطري لاستضافة كأس العالم.
"معالي الوزير محمد بن همام"، إسمح لي أن أهنئ الوزارة بك قبل أن أهنئك بلقب الوزارة، فقد كنت وزيراً للرياضة الآسيوية حين أحدثت نقلة غير مسبوقة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي كان يرزح تحت وطأة أمين عام بصلاحيات رئيس، فجئت "معالي الوزير" لتغير تلك المفاهيم وتنفض عن اتحاد القارة غبار الركود وفوضى العمل، وتحقق المعادلة التي استحالت على غيرك، لتثبت أنك رجل المهمات الصعبة التي أكدها الفوز القطري الشامخ ودورك البارز فيه، فكان منحك لقب "وزير" خير تقدير لك "معالي الوزير".. وعلى منصات التقدير نلتقي.