|


د. حافظ المدلج
وداعاً عام التقلبات
2010-12-29
لم يمر بحياتي عام يحمل المفاجآت الحزينة والسعيدة مثل هذا العام الذي نودع أيامه الأخيرة، وربما لا تكفي مساحة المقال للكتابة عن كل أحداث العام التي تلاعبت بمشاعري بين أتراح وأفراح، ولكنني سأكتفي بالحديث عن الرياضة محلياً وخارجياً من خلال سرد المحزن أولاً لأختم بالمفرح، أملاً أن يمتد الفرح للعام المقبل بإذن الله.
ـ 2010 كان عاماً حزيناً لكل السعوديين وهم يتابعون كأس العالم بدون الصقور الخضر الذين اعتادوا رؤيتهم في هذا المحفل الدولي منذ 1994م، وقد تضاعف حزني حيث كنت ضمن اللجنة المنظمة للمونديال وقمت بمراقبة خمس مباريات والتقيت بمئات الشخصيات الرياضية التي كان معظمها يسأل عن منتخبنا الغائب فيتزايد الحزن مع كل سؤال.
ـ 2010 عاد ليفرحني في دورة الألعاب الآسيوية في الصين حيث كان لنجوم الفروسية والقوى والكاراتيه بصمة إبداع وتفوق، رسمت البسمة على الشفاه وزادت مساحة الأمل في الحصول على أول ميدالية ذهبية أولمبية في لندن2012 بإذن الله وتوفيقه، ثم بجهود القائمين على برنامج الصقر الأولمبي.
ـ 2010 على صعيد الميول الشخصية كان العام الوحيد الذي تخرج فيه الأندية التي أشجع – مانشستر يونايتد، ريال مدريد، جوفنتوس – من الموسم بلا بطولة رئيسية، وحين تشجع – مثلي – الأندية الأكثر تحقيقاً للبطولات في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، يصعب أن تتقبل أمراً محزناً مثل هذا.
ـ 2010 مسح كل الأحزان في الشهر الأخير الأجمل والأغلى، فالبطولات والميداليات والمشاركات تأتي وتذهب كل عام، ولكن تنظيم كأس العالم في الخليج حلم لا يأتي إلا مرة واحدة في الحياة، ولذلك كان الثاني من ديسمبر يوم فرح يغسل ما سبقه، وتضاعفت فرحتي لأنني شاهد على الإنجاز الأقرب إلى الإعجاز، فقد كنت قريباً من الملف القطري منذ أكتوبر2009 حيث جمعتني منصة النقاش حول مستقبل الكرة في آسيا مع المدير التنفيذي للملف "حسن الذوادي" وبهرني على نفس المنصة رئيس الملف "الشيخ محمد بن حمد آل ثاني"، وهو في بداية العشرين يناقش بإنجليزية رائعة محاور بارع في نهاية الخمسين، فأيقنت حينها أن شباب قطر قد وضع الخطوة الأولى على طريق الألف ميل نحو تغيير مفهوم الرياضة الخليجية بشكل لم يسبق له مثيل. فكانت الفرحة خير ختام لعام المتناقضات..وعلى منصات 2011 نلتقي.