|


د. حافظ المدلج
زيوريخ.. لاتتسامح
2011-06-04
مجنون هذا العام 2011، فأحداثه المتلاحقة تفوق ماعشناه في عشرة أعوام برغم عدم إنقضاء نصفه الأول. فقد أصبحت القنوات الإخبارية أكثر شعبية من جميع القنوات الترفيهية بما فيها الرياضية، ولذلك قررت “الرياضة” أن تقتحم نشرات الأخبار بأخبار صاعقة تجعل الحليم حيراناً.
وقد اخترت عنوان المقال من عبارة أكثر “بلاتر” من ترديدها وكأنها عنوان لسياسة “فيفا” في المرحلة المقبلة، “Zero Tolerance’ “ تعني عدم التهاون في المحاسبة والقسوة في العقوبة، ويبدو أن “الأمير نواف بن فيصل” قد قرر تبني ذات السياسة لإعادة الرياضة السعودية – وكرة القدم تحديداً إلى الطريق الصحيح، فقد اتخذ في “زيوريخ” قرارات حاسمة لاتسامح فيها بحق كل من كان له علاقة بالخطاب الصادر من أمانة أتحاد الكرة رداً على استفسار نادي الشباب حيال مشاركة “السعران”.
ولن أدخل في تفاصيل قضية منظورة أمام اللجنة القانونية، ولكنني أشير إلى جانب لايعرفه إلا العاملون في أمانة اتحاد القدم، حيث إن توقيع “الأمين” لم يكن بخط يده، بل كان ختماً يستخدم في حال غيابه، كما أن البعض يستخدم التوقيع الإليكتروني للغرض نفسه، وقد أطلعنا الأمير “نواف بن فيصل” على قصة أرجو ألا يمانع في سردها لكم، حيث كان في أيام عمله الأولى، وقد جيء له بورقة ليوقع عليها كأساس للختم والتوقيع الإليكتروني، فكان رده الحكيم: “لا أريد أن يظهر توقيعي على شيء لم أطلع عليه بنفسي”، وفي ذلك درس لاستشعار المسئولية، وإيجاد الوقت – رغم كثرة المشاغل – لقراءة كل ورقة ستحمل توقيع المسئول قبل توقيعها. وفي ذلك رسالة واضحة لكل مسئول يعتمد التوقيع الإليكتروني أو الختم، فربما يوفر الوقت ولكن حين يقع الخطأ تكون غلطة الشاطر بألف.
أعود إلى “زيوريخ” حيث كان قرار إعفاء الصديق “فيصل العبدالهادي” من منصبه مع إحالة كل من له علاقة بالأمر للتحقيق وفق سياسة “لاتسامح” التي أعلنها “بلاتر”، وقد تقـبّل “أبو عبدالعزيز” القرار بصدر رحب مثمناً الفترة التي قضاها في خدمة الرياضة، وشاهدت حجم الاتصالات والرسائل التي تعكس مكانة “الأمين” في المجتمع الرياضي، الذي أتمنى أن يعود إليه من بوابة إحدى الشركات أو القنوات أو الصحف المتخصصة في الرياضة..وعلى منصات التسامح نلتقي.