|


د. حافظ المدلج
في ذمة الله
2011-08-03
في اليوم الأول من رمضان كنا نواري جثمان “نورة المدلج” كبرى خالاتي، ومعها نودع بعض التاريخ الجميل الذي يحمل سمات المجتمع السعودي النقي، ولعلني أكتفي بمثالين: أولهما أن خالتي هي جدتي بالرضاع، حيث قامت بإرضاع أمي رحمهما الله، ونحن في هذا الزمن قد لا نجد الأم التي ترضع جنينها ناهيك عن إرضاع أختها، وثانيهما أن خالتي لم تكن تذكر أحداً بسوء فلم أسمعها في يوم تغتاب بل كانت مقلّة في الكلام لا يكاد يسمع صوتها، ومجالسنا اليوم لا تخلو من الغيبة والنميمة، فطوبى للزمن الجميل.
في المقبرة تتذكر أن الدنيا دار ممر وليست مستقر، وتنظر للقبور التي يتجاور فيها الغني والفقير ويصطف فيها المواطن والمسئول، فتعلم يقيناً أن “الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت”، ولذلك أوجه رسالتي للجميع بأن يتقوا الله في مسئولياتهم ويضطلعوا بها على الوجه الأكمل واضعين نصب أعينهم عظم الأمانة التي أشفقت منها السموات والأرض والجبال، فحملها الإنسان بظلمه وجهله متهاوناً بها، وأود من خلال المقال تذكير الجميع بالأمانة خصوصاً في المسئولية العامة والمال العام.
في شهر رمضان المبارك تكون النفوس أكثر صفاءً والقلوب أكثر نقاءً، ولذلك أذكر الجميع بضرورة العمل الصادق والجاد من أجل صالح المجتمع، فيقيني أن الفرق بيننا وبين من سبقونا من دول الجوار هو الإخلاص في العمل، فنحن نملك جميع مقومات النهضة التي تفوق معظم دول العالم، ولكن العقبة الكؤود في طريق التقدم والنماء هي بعض المسئولين الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على صالح الوطن، وقد تذكرت خطاباً كتبه وزير الطاقة القطري “عبدالله العطية” يمنع فيه تعامل قطاعات الدولة التي تعمل تحت وزارته مع الشركات التي يملكها أبناؤه لأن في ذلك “تضارب مصالح”، فكم في البلاد العربية من وزير يحمل هذا الفكر ويؤمن بذلك المبدأ؟
وأختم شاكراً ومقدراً لآلاف الأحبة الذين أرسلوا مهنئين بالشهر الفضيل، وكنت أبادل التهنئة بمثلها في كل عام، إلا أنني أواجه مشكلة تقنيّة لم أتمكن من حلها، فلم يعد أمامي سوى شكرهم عبر المقال وداعياً لهم بقبول صالح الأعمال وأن يعيده الله على الجميع أعواماً عديدة وأزمنة مديدة في حياة سعيدة.. وعلى منصات الخير نلتقي .