|


د. حافظ المدلج
علاقة النادي والراعي
2011-10-05
يخطئ من يعتقد أنني في حديثي السابق كنت أكتب ضد الشركات الراعية، ويخطئ أكثر من يعتقد أنني أحرض الأندية على فسخ عقودها مع الرعاة، فتلك نظرة ضيقة لا يراها إلا قصير نظر لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، فخطي في الكتابة لم يتغير منذ العام 1997 حين بدأت زاوية “الرياضة والاستثمار” في جريدة الرياض، متخذاً الاستثمار والاحتراف مبدأ وطريقاً لتنمية موارد كرة القدم السعودية، فنجحت أحياناً بتوفيق الله، وفشلت أحياناً بسبب نفسي المقصرة والشيطان.
واليوم أؤكد أن العلاقة بين النادي والراعي علاقة تكاملية لا ينبغي لأحدهما أن يطغى على الآخر، ففي حساب الربح والخسارة يجب أن يربح الجميع حتى تتعزز الثقة ويرتفع مردود تلك العلاقة وتطول مع الزمن وتزداد قيمتها، ولكي يتحقق ذلك يجب أن نتعلم من قادة كرة القدم في العالم، فنبدأ بدراسة علاقة الأندية الأوروبية المتميزة مع رعاتهم المميزين، ونسعى للإجابة على السؤال الهام حول أهم أبجديات تلك العلاقة.
“النادي” مطالب بتقديم كامل التسهيلات للرعاة لمساعدتهم على إبراز علامتهم التجارية من خلال منصة النادي ونجومه، وعلينا أن نسأل شركة الاتصالات السعودية عن علاقتها المميزة بـأعرق أندية العالم “مانشستريونايتد” وكيف يوفر للشركة نجومه بمواعيد دقيقة لا تأجيل فيها، وكيف كان الوفد السعودي يتناول العشاء مع “فيرجسون”، وفي المقابل كم يعاني الرعاة في السعودية من النادي الذي يماطل في توفير النجوم لتصوير إعلان متفق عليه في العقد، والأمثلة أكثر من أن تحصى.
“الراعي” يجب أن يقدم مصلحة النادي على مصلحته الخاصة فيعطي نموذجاً مثالياً يشجع المزيد من الرعاة للدخول في رعاية النادي، فلا يوجد في عالم الرياضة رعاية حصرية يملك بموجبها الراعي كل شيء في النادي، وإذا كانت إدارات الأندية قد وافقت في السابق على تلك العقود الحصرية لحاجتها الماسة للمال، فإنه قد آن الأوان لتغيير تلك السياسة العقيمة في الرعاية المضرة بالنادي والراعي على حد سواء.

تغريدة – tweet:
من المحزن أن عقلية “إذا لم تكن معي فأنت ضدي” لا زالت تعشعش في عقول بعض صناع القرار، فأصبح الحل الأسهل إقصاء كل مخالف للرأي ووضعه ضمن قائمة سوداء ستطول لتشمل كل صاحب رأي مستقل يبحث عن المصلحة العامة..وعلى منصات الاستثمار نلتقي...