|


د. حافظ المدلج
من يملأ القفاز؟
2012-01-07
حين يلعب الصغار كرة القدم يستمتعون أكثر بتقمص شخصية النجم الذي يبهرهم وينظرون له كمثل أعلى في اللعبة التي يعشقونها، وتتدخل الميول في اختيار اللاعبين فيتشبه الهلالي بالثنيان وسامي وياسر، ويؤكد النصراوي بأنه ماجد أو محيسن أو الهريفي وهكذا بقية مشجعي الأندية، إلا حين يكون الصغير «حارس المرمى» فليس هناك اسم في ربع القرن الماضي سوى «الدعيع».
«الدعيع» هو النجم الذي يتفق عليه الجميع بمختلف ميولهم، فمن يريد أن يتشبه بنجم في المرمى فسيختاره دون غيره، وقد أحبه الكبار قبل الصغار لأنه ارتبط بلحظات الفرح في تاريخ كرة القدم السعودية، فكان الاسم الأول في حراسة المرمى لدى الجميع ولا يمكن تخيل المنتخب السعودي بدون حارس القرن الآسيوي، ولذلك نتساءل بحزن وحذر «من سيملأ القفاز؟».
«الدعيع» في رأيي المتواضع أفضل لاعب في تاريخ الكرة السعودية، فهو شريك في أهم الإنجازات التي ساهم فيها بشكل أساسي، كما أن سيرته كنجم لم تتخللها أي إيقافات بسبب عدم الانضباطية، بل على العكس من ذلك كان يتعامل مع الأزمات التي تمر بكل النجوم بوعي واحتراف، فيتجاوزها دون أن تترك أثراً سلبياً على سيرته العطرة، وتلك السيرة تجعلنا نكرر «من سيملأ القفاز؟».
«الدعيع» نجم لا يختلف حوله المتعصبون مهما بلغ تعصبهم، ولا يستطيعون تقزيم قامته الشامخة مهما اعتلت عقولهم، حيث أتحدى أن يجرؤ أكثر المتعصبين تعصباً على التقليل من قيمة سيد حراس آسيا، في الوقت الذي نسمع ونقرأ من يقلل من ماجد أو سامي أو نور أو غيرهم بسبب التعصب الذي يعمي البصيرة، ولكنه لا يعمي أحداً عن الترديد معنا «من سيملأ القفاز؟».
«الدعيع» ودعه بالأمس أفضل حراس العالم «بوفون»، وكأن ظروف التفاوض حول الفريق المشارك بالاعتزال قررت أن تمنح سيد حراس آسيا شهادة إضافية من سيد حراس العالم، وستعاني إيطاليا من إيجاد بديل «بوفون» وسنستمر في السعودية نقول «من سيملأ القفاز؟».

ـ تغريدة tweet:

أتمنى ألا يبتعد «الدعيع» عن ملاعب كرة القدم، فنراه مدرباً للحراس أو مشرفاً على إحدى الأكاديميات، لأنه نجم ساطع سيصغي له الجميع حين يوجه أو يدرب، ويقيني أن الوطن بحاجة إلى ابنه البار بعد اعتزاله أكثر من حاجته له أيام تألقه.. وعلى منصات الأبطال نلتقي.