من تغرّب في أمريكا لابد أنه تعرّف على “كرة القدم الأمريكية NFL” التي يشارك فيها على مستوى الدولة العظمى المكونة من خمسين ولاية “33 فريقاً فقط”، ولا تعتمد مبدأ الصعود والهبوط بين الدرجات وهو أمر تنفرد به أمريكا التي تعلم أن التسويق وقود الرياضة ولذلك وضعت النظام الذي يضمن الاستقرار للاستثمار الرياضي، وتعتمد نفس النظام في “MLS” وهي كرة القدم التي يسميها العالم Football ويسميها الأمريكان Soccer رغم اعتراضات الفيفا على التسمية والنظام.
نعود لـ “NFL” حيث الموسم خمسة أشهر فقط تلعب فيه البطولة بطريقة المجموعات ثم خروج المغلوب لتأتي المباراة النهائية “Super Bowl” والتي تمثل حدثاً رياضياً يحظى بالمتابعة الأعلى على مستوى أمريكا، وأعرف أن سعوديين كثر يسهرون تلك الليلة لمشاهدة المباراة الأهم، التي تقول الأرقام أن عدد مشاهديها تجاوز 167 مليون مشاهد كأكثر عرض في تاريخ التلفزيون الأمريكي.
هذا الرقم الكبير ينعكس على أرقام أخرى كعقود الرعاية ومبيعات التذاكر والمنتجات والإعلانات وغيرها، ولعلي أتوقف عند الإعلان التلفزيوني حيث بلغت قيمة الإعلان الواحد(30 ثانية)3.5 مليون دولار، وهو رقم يعكس أهمية الرياضة في سوق الاستثمار، ولكي ننجح في ذات المجال يجب أن يكون لدينا مثل شركة “نيلسن” المعتمدة لقياس أرقام المشاهدين للتلفزيون وغيرها من الأرقام الإحصائية التي يمكن من خلالها تسويق عقود الرعاية للدوري والأندية، وتحديد قيمة الحقوق التلفزيونية وغيرها.
أرقام طريفة تقول بأن يوم “Super Bowl” هو أكثر يوم يأكل فيه الشعب الأمريكي في منازلهم، وتبلغ قيمة أستهلاك الطعام أكثر من 55 مليون دولار وأكثر منها على المشروبات، مما يعني أنه يوم يعتز فيه الاقتصاد القومي، حيث يستهلك الجمهور التلفزيوني 15 ألف طن من رقائق البطاطس و12 مليون رطل من الأفوكادو، وأرقام أخرى لا تكفي مساحة المقال لنشرها.
تغريدة – tweet:

بعد غد يلتقي الهلال بالاتفاق على نهائي كأس ولي العهد الأمين، ولكننا لا نملك أرقاماً دقيقة للحضور الجماهيري في الملعب فكيف نؤمل بالحصول على أرقام المتابعين خلف شاشة التلفزيون، إنها خطوة هامة في طريق الاستثمار في زمن لا يتعامل إلا بلغة الأرقام لإقناع الشركات بأهمية الاستثمار في الرياضة والإعلان في مبارياتها باحتراقية تجلب الأموال .. وعلى منصات النهائيات نلتقي.