|


د. عثمان عبده هاشم
الهلال.. والصراع على المؤخرة
2010-01-27
كنت تمنيت أن يتوج الهلال عقب مباراته الأخيرة أمام الحزم والتي كانت هي المباراة المفصلية للزعيم لينال بطولة الدوري الذي خطط لها منذ البداية بالاستقرار الإداري والتركيز على اللعب بمساعدة لاعبيه الأجانب الذين تم اختيارهم بعناية فائقة تنم عن احترافية متزنة تعرف ما تريد تماماً. غداً سيشهد ملعب الملك فهد حضوراً استثنائياً بلون البحر وطعم الطبيعة يشهد على زعامة الهلال قبل نهاية الدوري بثلاث جولات وبعد أن تخطى أقرب منافسيه بثلاث عشرة نقطة. الهلال تربع على عرش البطولة بعد أن تفرغ لها تماماً وترك الآخرين في دوامة الفتن الداخلية والمشاكل المعاصرة فنية كانت أم إدارية.. وأقصد تلك التي عاصرتها وتعاصرها بعض الفرق التي يفوتها بداية الموسم دون أن تدركه مبكراً وقد لا يحدث إلا بعد نهاية الموسم. عموماً.. حسمت البطولة وبقي التنافس على الهروب من دائرة المؤخرة بين القادسية والرائد ونجران وكل منهم يحاول الهروب نحو الظل من ناحية.. والدعاء بالبدء بزيادة عدد أندية الممتاز من ناحية أخرى.
ـ ونحن في عصر الاحتراف أو هكذا نزعم.. لا يزال البعض يعيش في أزمنة مختلفة ولا أدري لماذا اللهم إلا لتغير الطقس أو الفكر أو العادات.. وليتها كانت الأولى أو الأخيرة ولكن! الاتحاد يرتبط مع لاعبه نايف الهزازي باتفاقية لمدة ستة أشهر فقط لحين توقيع العقد الاحترافي معه لاحقاً. هذه الاتفاقية تفرض على اللاعب عدم توقيع أي عقد احترافي إلا مع ناديه ولا يحق لأي ناد آخر أن يفاوضه خلال تلك الفترة.. لا لشيء سوى تضييع الوقت حتى ينتهي عقد اللاعب مع وكيله الأساسي لتضيع معه حقوقه. فعاش زمن الاحتراف الذي نمارسه وعاش الفكر الذي نعيش به ونعايش من خلاله العالم الأحمق والذي لن يتطور أبداً.. في نظرنا دون غيرنا.
ـ وغداً أيضاً تتجه الأنظار صوب القارة السمراء لتشهد ملحمة أفريقية أخرى بين الفراعنة الذين روضوا أسود الكاميرون.. والثوار، كما يصفهم الإعلام الجزائري، الذين اسقطوا فيلة ساحل العاج بديديه دروجبا وكوبا وغيرهما من الذين فضلوا البقاء سالمين لخدمة فرقهم الأوروبية. غداً سيسعى المنتخب المصري بجدو والحضري وأحمد حسن ورفاقهم للثأر من المنتخب الجزائري الذي فاز بالمواجهة الفاصلة بين المنتخبين للمونديال العالمي في موقعة أم درمان. كلنا يدرك ما فعله الفراعنة بعد خروجهم من المونديال وتحديداً الإعلام المصري الذي حولها من مجرد مواجهة رياضية إلى سقطات لا تمت للرياضة ولا للعروبة بشيء. المنتخب المصري يسعى للقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخه.. وهو جدير بذلك برغم غياب فنانه أبوتريكه وغياب زيكو عن مستواه الحقيقي لأنه أكثر تنظيماً وأقوى عزيمة.. وسنرى.