|


د. عثمان عبده هاشم
فارياس وسانتانا
2010-02-17
وصل الأهلي والهلال إلى نهائي كأس ولي العهد بعد مباراة ماراثونية تخطى فيها الأهلي غريمه الفريق الشبابي بضربات الترجيح التي فرضها حكم المباراة الروماني دون غيره.. وتخطى الهلال غريمه القادم من أقصى الجنوب فريق نجران بأقل مجهود وبأسرع وقت ممكن ودون الاحتكام إلى أي وقت إضافي.. حتى يدخل المباراة النهائية وهو في أفضل حال.
الفريق الأهلاوي قدم أمام الشباب واحدة من أمتع مبارياته واستحق الفوز عن جدارة بالرغم من استغراب الجميع، وأنا أحدهم، لتصرفات مدربه البرازيلي فارياس الذي قام بتغيير خط هجومه بالكامل (الراهب ومعاذ) وإشراك الجيزاوي والنجم الصاعد ( ياسرفهمي) وسط ذهول كل (المعازيم). وأنا أشاهد اللقاء.. ووسط سخط كل من حولي، تذكرت.. أو بالأصح استحضرت حالة مماثلة قام بها المدرب البرازيلي الشهير سانتانا قبل حوالي ثلاثة عقود حينما قابل الأهلي الاتفاق وكان يكفيه التعادل ليتأهل للمباراة النهائية. في ذلك الوقت فكر سانتانا في طريقة غريبة حيث أوعز لرأس الحربة (حسام أبو داود) بالعودة إلى خط الدفاع وترك الفريق من غير مهاجم (حقيقي) وسط استغراب وذهول لاعبي وجماهير الأهلي الذين اعتقدوا أن المدرب الداهية فقد شيئا من ذاكرته.. إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث حيث كان سانتانا يهدف إلى شيء آخر.. وبعد وقت ليس بالقصير أوعز المدرب لحسام بالعودة إلى مركزه في الهجوم وطلب من دابو والخوجلي أن يمدوه بالكرات العالية حتى سجل منها هدف المباراة الذي أهل الأهلي للمباراة النهائية وكسبها فيما بعد.
طبعاً لم يغب ذلك التصرف عن لاعبي الأهلي ومسئوليه لمساءلة المدرب الكبير عن ذلك التصرف الغريب الذي أجاب عليه بأنه كان يهدف إلى إدخال خط دفاع الاتفاق في طمأنينة وراحة.. بل وإشعارهم بعدم رغبة الأهلي في الهجوم وتفضيله للطريقة الدفاعية كي يخرج متعادلاً.. وهو ما جعل دفاع الاتفاق يتقدم ويترك المنطقة الخلفية خالية لعدم رغبة الأهلي في الهجوم. وعندما اطمأن سانتانا لوضع الدفاع الاتفاقي وبلوغه مرحلة الاسترخاء التام أعاد أبو داود لمركزه الأصلي ليمارس هوايته التي تعود عليها وأجادها.
لا أدري إن كان السيد فارياس استحضر طريقة وأسلوب سانتانا ليذيق الدفاع الشبابي من نفس الكأس التي تجرعها الاتفاق من قبل.. ولكنه في كل الأحوال قدم لنا نجماً ساطعاً من نجوم القلعة التي تمتلئ بالمواهب كما أعاد للراقي رونقه.
وبعد غد الجمعة سيكون هناك كلام آخر.. ورواية أجمل.. عندما يلتقي الزعيم بالراقي في نهائي لن ينساه التاريخ.. ولا الأجيال.