|


خالد العمار
من منا بلا أخطاء؟ (1-2)
2009-04-09
جميل جداً أن نضع الأقلام على الطاولة، أو أن نكسر نصفها على أقل تقدير، أو أن نستسلم ونرفع الرايات البيضاء ونقف لبعض الوقت، لنتأمل ونقيم تجربتنا في التعامل مع منتخبنا في المرحلة الماضية، وخصوصاً خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 م في جنوب إفريقيا، وما كان سيحدث.
ما دعاني إلى قول ذلك ثقافة بعض المحسوبين، والمحاولة المستميتة من البعض لطمس الحقائق، وتوجيه الشارع الرياضي نحو خط أبيض متقطع كدليل يشير إلى تكريس معلومات غير ذات جدوى، نغمات نشاز رددها الكثير من المطالبات المتعصبة بضم فلان وفلان، وبرمجة المسابقات وأن المنتخب السعودي لن يتجاوز المرحلة الثانية لبلوغ النهائيات.
قبل مباراة إيران والإمارات، كنا نستمع إلى جدل بيزنطي حول الكرة السعودية وكيف تأخرنا وغيرنا تقدم، وأننا نسير في الاتجاه المعاكس وعكس التيار.. فلو سلمنا جدلاً بصحة كل ما يكتب وأعرناه اهتماماً فمع الأسف أننا لن نتجاوز نصف متر من رحلة التصفيات الطويلة، ولو وقفنا نتفرج وننصت (للمزايدين) الذين لا هم لهم سوى تكسير المجاديف، وتعطيل المسيرة، لأصبحنا الآن نبكي ونتحسر على اللبن المسكوب، لذلك أسأل لماذا نحن سلبيون تجاه المنتخب السعودي يحطمنا اليأس وعدم التفاؤل؟ هل الذي نتحدث عنه هو المنتخب المالاوي أو الأفغاني مثلا؟ يجب أن نفهم حقيقة أننا نتحدث عن المنتخب السعودي (المنتخب البطل).
الكثير من الانهزاميين ذوي الوجوه الملونة يبرزون في المواقف في حالة الانتصار نشاهد ابتسامات عريضة.. وكأنهم صناع تاريخ، ونقرأ من الكلام أعذبه وأجمله، والعكس عندما نخسر ينبري المتشدقون في وضع خطط التصحيح والتطوير، وكأن لا أحد يفهم في عالم كرة القدم إلا هم، هؤلاء مع الأسف من أسباب هز المعنويات بوسائل بعيدة عن المنطق والواقع بل وبطريقة مبالغ فيها لحد السفاهة، أو ربما ليقول البعض إنه هنا يكتب من باب (خالف تعرف) أو من باب حرية الرأي كاستغلال بشع.
قبل مباراة إيران والتي فاز بها المنتخب السعودي 2ـ1 وسط حضور 100 ألف مشجع، وحضور القيادات السياسية والرياضية، ومباراة الإمارات في الرياض التي فاز بها المنتخب 3ـ2 قبل المباراتين أدخلوا في نفوسنا الشك والريبة، بأن خروج المنتخب بات وشيكاً، وأننا على أبواب كارثة مقبلة، خصوصاً مع الغيابات والإصابات.
كأننا مبتدئون في عالم كرة القدم متناسين أننا أصحاب تفوق ومنجز وأننا نقف على عتبة واحدة مع كبار آسيا في كرة القدم ومتناسين أننا أصحاب شخصية ومنجزات تاريخية تقول إن الأخضر حاضر في أسوأ الحالات والظروف وهذه الشخصية هي من يزرع الرعب في منافسينا عند لقاءاتهم معنا وأن هذه الشخصية لم تأتِ من فراغ بل جاءت من خلال سنوات العمل والجهد حتى وصلنا لما نحن عليه، الأسبوع المقبل سأكتب لكم عن ظاهرة النقد للنقد استكمالاً لموضوعنا هذا.