|


خالد العمار
مونديال المفاجآت
2010-06-22
لم تعد هناك فروق كبيرة في المستويات، فالمنتخبات الكبيرة أصبحت تلعب باحترام وواقعية كبيرة في التعامل مع منافسيها، البرازيل معقل الفن والإبداع والمتعة ودعت الأسلوب الاستعراضي في اللعب، وأصبحت تركز وتبحث عن الانتصار الذي هو الأهم في عالم الكرة ، فلا فائدة أن تلعب جيدا وتخسر، على الرغم من أن الفريق يمتلك ترسانة كبيرة من الموهوبين أصحاب الفنيات الرائعة والمتعة، فيكفي أن تشاهد كاكا، وروبينيو، ومايكون، ولويس فابيانو وباقي أبطال السامبا لتتأكد أن المواهب لازالت موجودة، لكن طفرة التغيير في الفكر التدريبي جعلت هذا الأسلوب هو الخيار الأمثل للمدربين، وكلنا يتذكر منتخب السامبا 82م مع المدرب تيلي سانتانا وكيف قدم أجمل العروض على الإطلاق لكن المحصلة النهائية خسارة الكأس لأن الاهتمام كان بالهجوم على حساب الدفاع، كما تأمين الدفاع أولا هو الأسلوب المثالي والمنهج المفضل لدى الطليان، الانضباطية واختيار المحاربين من اللاعبين، لذلك أصبح النهج الإيطالي قدوة للكثير من المنتخبات، وبات هذا الأسلوب هو الأمثل لتحقيق الألقاب وتذليل الفوارق.
ومن هنا صارت المنتخبات الصغيرة وقليلة الخبرة تسعى أولا إلى تأمين الدفاع بأكبر قدر ممكن من اللاعبين ثم البحث عن التسجيل حتى لو كان من لعبة ثابتة.. ونتيجة لهذا الأسلوب في الأداء تلاشت الفروق وقربت المسافات، فلم يعد هناك فرق بين كبير وصغير، الحظوظ أصبحت متساوية والفرص متاحة للجميع، يكفي أن تؤمن بحظك وتدافع عنه بكل قوة وصلابة ليتحقق الحلم، وكوريا الجنوبية قدمت لنا نموذجاً رائعاً بالوصول إلى نصف نهائي مونديال 2002 م رغم أن أكثر المتفائلين لم يتوقع تجاوز الفريق الكوري للدور الأول.. في جنوب أفريقيا 2010 الصغار قد كبرت واشتد عودها وأصبحت تقارع أكبر المنتخبات وتتفوق عليها، فأمام الجميع رأينا الفرق الصغيرة كيف زعزعت كبار كأس العالم وأحرجتها بل وحققت الفوز عليها، ولذلك لم تعد هناك تلك الفوارق التي كانت في السابق، المشهد أصبح أكثر سخونة مما كان متوقعا رغم برودة الجو في جوهانسبرج.. ورغم أنها البداية إلا أن خسارة الإسبان والألمان والفرنسيين وتعادل الطليان مع نيوزيلندا قد ألقت بظلالها وبثت الرعب في نفوس الإنجليز، والبرازيليين، والطليان..لدرجة أن الإنجليز لم يجدوا إيقاع لعبهم حتى الآن، ولم يقدموا ما يشفع لهم للاستمرار، كما أن الفرق المرشحة للفوز أصبحت تفكر وتعد العدة للخروج من مأزق الفرق الصغيرة، والتي لم تعد كذلك، لهذا رأينا القلق والخوف باديا على المدربين، وكيف أصبحوا يتوقعون المفاجأة ويخشون حدوثها في أي لحظة، ونتيجة لذلك شاهدنا رسوب بعض المنتخبات وربما المسلسل لازال مستمراً، فهل نشاهد بطلا جديدا؟ رغم أنني أتمنى أن أرى إسبانيا أو البرتغال أبطالاً لكأس العالم لأول مرة.