|


أحمد السليس
لا تعتذر
2010-11-27
هناك لاعبون لا تملك إلا أن تحترمهم بدل المرة ألف حتى وإن أخطؤوا وإن كان الخطأ ليس حكراً على اللاعب فكل إنسان وفي أي مجال معرض للخطأ بقصد وبدون قصد، وفي كلتا الحالتين الأمر وارد وإذا حدث لن يكون جديداً.. ولكن أحياناً تتقبل الخطأ ومرتكب الخطأ لاعتبارات عدة تؤخذ كمقياس حتى على المستوى القانوني وخلافه، فعندما يكون الخطأ للمرة الأولى ليس كمن يكرر الخطأ من حين لآخر، إضافة إلى أن البعض يرتكب هذا الخطأ عمداً فيما آخرون يأتي الأمر دونما قصد وبشكل عفوي وباجتهاد لا يكتب له النجاح.. وفي مقدمة هؤلاء اللاعب الخلوق قائد المنتخب السعودي محمد الشلهوب الذي لم نسمع يوماً أنه خرج منتقداً وساخطاً ومتجاوزاً الخطوط الحمراء في التعبير وإبداء الآراء، بل يظل اللاعب الأبرز إن لم يكن الأوحد الذي ينتهج العقلانية في كل تصاريحه الصحفية والإعلامية، ولم يكن فجاً كما بعض اللاعبين (هداهم الله) عندما يتمادون حتى في الإملاء على إدارات أنديتهم ماذا يعملون وأي قرارات يتخذون، وفي مرات عندما يخفق أحدهم يتجه إلى "فش غله" في الزملاء من صحفيين وإعلاميين ومصورين وغيرهم دون مراعاة لأحد وكأنهم هم من دفعه لذلك، ولكن بخلاف ذلك خرج الموهوب والخلوق والمتألق الشلهوب واعتذر للجماهير السعودية عن ضياع الضربة الجزائية التي كانت ستحسم وصول المنتخب للدور الثاني في الكأس الخليجية.
وعلى الجمهور السعودي أن يتقبل اعتذار الشلهوب دون تردد فلا أحد ينكر أن هذا اللاعب القادم من بيت وفاء لم يتخل في يوم عن مهمة سعودية رغم الظروف الصعبة التي تعرض لها في تلك الفترة بمرض والدته المرض الذي أنهى حياتها ونجلها بعيد عنها مرتدياً شعار وطنه بوفاء كانت هي من أجبره على القيام به بعد أن رفضت بقاءه وطالبته بأن يذهب ولا يقلق عليها (أسكنها الله فسيح جناته وجعلها مع الكرام البررة).. فهذا لا ينسى للشلهوب الذي قدم الكثير لمنتخب بلده وكان آخر ذلك في المباراة التي سبقت مباراة الكويت بعد أن نجح في قيادة المنتخب السعودي للفوز على اليمن ونتيجة كبيرة.. ما أخشاه هو اتجاه البعض لتحميل الشلهوب المسؤولية في حال (لا سمح الله) خرج المنتخب السعودي من (خليجي 20) خالي الوفاض، وهي البطولة التي رأى البعض أنها للإعداد للآسيوية فقط، وأجزم أنهم ذاتهم من سيخرجون علينا بالغد ليقولوا إن لاعباً هلالياً وهو من أضاع علينا أهم البطولات، فيما هذا اللاعب وفي سن صغيرة قدم تضحيات لم يقدم عليها من بلغ من الكبر عتيا.
محمد الشلهوب سيظل لاعباً مهماً وفي طليعة من تكتب أسماؤهم بماء الذهب نظير ما قدم وسيقدم، وإن كان اعتذاره بمنطق العقلاء، فردنا عليه ألا تعتذر يا شلهوب فأمثالك أعطوا بسخاء وقدموا كل أشكال العطاء.