|


بندر الدوخي
دروس وعبر
2010-08-12
يقول العزيز الحكيم: }فمن شهد منكم الشهر فليصمه{..
ـ في الحديث النبوي الشريف “صوموا لرؤيته”.
ـ ودخل رمضان مدن العالم زائراً سنوياً محبباً لا يخلف وعده منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة.. يحمل بشائر التراحم والغفران.
ـ البعض يعلن قدومه بطلقات المدافع.. هذا التقليد الذي ضاع دويه في مدن الصخب.
ـ والبعض يستقبله بالأسهم النارية والزغاريد.
ـ وتتعدد المظاهر.. لتلتقي مع الابتهال والخشوع والدعاء والصلاة.
ـ ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأي هلال رمضان: “الهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والسلام”.
ـ هذا الزائر الكريم الذي من أسمائه (المرزوق).
ـ والرزق يتدفق في قاموس أسمائه: فهو شهر القرآن.. والغفران.. والتوبة.. والرحمة.. والبركات.. والمواساة.. والخيرات.. والإحسان.. والنجاة.. والكرم.. وإقالة العثرات.. والعتق من النار.. والإفاضات.. والنفحات.. وإجابة الدعوات.. والعودة إلى الله.
ـ وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم شهر الصبر.
ـ وله أكثر من ستين إسماً تحمل أرفع القيم الإنسانية.
ـ هذا القادم هو:
مدرسة النفوس وطهرها ورياضة الأرواح والأبدان.
ـ هذا الموسم الخصب.. الزاخر بأروع المثل الإنسانية فرض في السنة الثانية للهجرة.. وفي هذه السنة.. بل وفي أول رمضان يصومه المسلمون خاضوا معركة بدر.. وهي أولى معاركهم الحاسمة.. بل الامتحان الأكبر لإرادة الصبر والعزيمة والجهاد.. فلم يكن الصوم عائق نمو وانتصار.. فبجيش من ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً هزم المسلمون جيشاً من ألف مقاتل.. وهكذا بدأت التحولات لصالح الإسلام في شهر رمضان.
ـ وقد صامه الرسول صلى الله عليه وسلم تسع مرات قبل وفاته.. صامه كاملاً مرة.. وثماني نواقص.
ـ وعلمنا في هذه السنوات أروع دروس الصبر والتحدي وشموخ الإرادة.
ـ ومنذ ذلك التاريخ والمسلمون في كل بقاع العالم يحيّون قدومه.. ويحيونه بصنوف الطاعات.
ـ وقد رحب به الشعراء من أعماقهم.. فهذا مصطفى صادق الرافعي يقول:
فديتك زائراً في كل عام
تحيا بالسلامة والسلام
وتقبل كالغمام يفيض حينا
ويبقى بعده أثر الغمام
وكم في الناس من كلف مشوق
إليك.. وكم شجى مستهام
ـ فأهلاً بكم في هذا الشهر الذي ورد ذكره في إحدى عشر آية من القرآن الكريم.. تحمل كل مضامين العدل.. وتحدي الضعف البشري.. لصالح دنياه وآخرته.