|


بندر الدوخي
من الفجر إلى الغروب وليس العكس
2010-08-14
ـ لما فرض الله تعالى الصوم على عباده “كتب عليكم الصيام” لماذا جعله أحد أركان الإسلام؟
ـ ألا يوحى هذا أنه ضرورة حياة؟!
ـ ولماذا جعل الله رمضان شهراً قمرياً؟
ـ أليس ليجرب الإنسان الصوم في مختلف الطقوس والأجواء ـ من صيف وخريف وربيع وشتاء ـ أليس في هذا اختبار وتدبر وأسرار قد لا نعلمها؟
ـ ولماذا أجر الصيام في رمضان مضاعف على أجر الصيام في غيره؟
ـ أليس تشريفاً لزمنه.. وتكريماً لوحدة المسلمين فيه..
ـ ولماذا الصوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وليس العكس كما يفعل اليهود في صيام “كيبور” الذي يبدأ بالتوقف عن إدخال أي شيء إلى المعدة من غروب الشمس إلى ظهور أول نجمة في سماء اليوم التالي؟
ـ يجيب الطب على ذلك بقوله: إن عملية هدم الطاقة المختزنة في الجسم تتم خلال النهار، وتكون في أفضل حالاتها مع الصوم.. بمعنى أن الصوم يساعد على إذابة مخازن الطاقة المتراكمة في الجسم على شكل دهون وسكريات وما شابه فيكون الصوم بمثابة حرق لهذه الطاقة المكدسة.
ـ ولماذا اقترن ليل رمضان بعبادات تقتضي السهر والتعب فوق أعباء النهار التي ارتبط فيها الجهد بالجوع والظمأ وكبح الجوارح؟
ـ أليس امتحاناً للجسد إزاء الروح؟ بل أليس إثباتاً لقوة الإرادة وهي تسمو بالجسد فوق ترابه؟
ـ إن رمضان الذي وصفه الشيخ عبدالله عبدالغني خياط بسيد الشهور لم يخرج بهذه التسمية عن بشرى النبي صلى الله عليه وسلم (قد جاءكم شهر رمضان.. شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه.. فيه ليلة خير من ألف شهر.. من حرم خيرها فقد حرم).
ـ ولهذا القيم الإنسانية الرمضانية دنيا ودين.. هزح الشاعر محمود عارف مرحباً:
في رحب أرواحنا لاحت بوادره
تهز أرواحنا هز الأراجيح
في كوكب الأرض شهر الصوم قد بزغت
أنواره تتجلى في التراويح
شهر له في قلوب الناس منزلة
وفي النفوس له نور المصابيح
في كل نشوة نبض من مشاعرنا
تمتد خاطرة عبر التسابيح
يا صوم.. يا مرتع الأرواح طائرة
في عمق أعماقنا من غير تطويح
رحماك.. عفوك طهر الصوم منبثق
مع التهجد من قلبي.. ومن روحي