|


بندر الدوخي
رمضان من أين جاء؟
2010-08-15
رمضان هو الشهر التاسع بين شهور السنة القمرية.
ـ فمن أين جاءت التسمية؟
ـ موجز ما تمدنا به قواميس اللغة أن رمضان مشتق من “الرمض” وهو الحر الشديد.
ـ ويقول ابن دريد: إن الناس القدامى عندما نقلوا أسماء الشهور صادف شهر الصوم أيام “رمض” ـحر شديدـ ولذا سمي شهر رمضان.
ـ وببعض التوسع يقول المؤرخون إن رمضان يصادف من الشهور القديمة شهراً اسمه “ناتق” وقد وقع وقتها أيام حر ورمض.
ـ ثم يعقب ابن دريد مستدركاً: ولكن مع ارتباط الشهور بالهلال فإن شهر رمضان غير مرتبط برمض الصيف أو بفصل معيّن من فصول السنة، إذ يأتي وفق الدورات القمرية.
ـ ويذهب الفراء في كتاب “الأيام والليالي والشهور” إلى أن رمضان إنما سمي لرموض الحر فيه ـأي اشتدادهـ.
ـ وقيل إن العرب اعتادوا رمض أسلحتهم.. أي دسها في الرمضاء إلى أن تسخن ثم دقها وتجهيزها في رمضان استعداداً للحروب في شوال إلى حلول الأشهر الحرم.
وكما نلاحظ أن مجمل التفسيرات التي وردت بشأن لفظة رمضان لا تخرج
عن كون رمضان مشتق من الرمض ـ الحر الشديدـ.
ـ ولكن لو عدنا تاريخياً إلى حيث فرض الصيام في السنة الثانية من الهجرة.. للاحظنا أن رمضان لم يكن في فصل حرٍ شديد.. إذ هو في تلك الفترة ـمقارنة بالشهور الشمسيةـ يصادف شهري فبراير ومارس، وهي فترة اعتدال.
ـ وإذا خرجنا من دائرة التفسيرات اللغوية باعتبار أن هناك ألفاظاً لا تتوقف عند المعنى الحسي بل تتجاوزه إلى دلالات معنوية.. فإن أحد علماء السلف عرف شهر رمضان تعريفاً معنوياً بقوله: ربما سمي رمضان لأنه يحرق الذنوب بما يتم فيه من الأعمال الصالحة.
ـ وإذا كان لابد من “الرمض” فلعلها حرارة مشاعر الصائم شوقاً إليه.. واندماجاً فيه.
ـ فحقيقة رمضان تكمن في أعماق الصائم حتى لو أحيط بحرائق الدنيا نيراناً وشموساً.
ـ ويكفي رمضان ـ دون البحث في أصل التسميةـ أنه موسم غض المشاعر.. دافق الإنسانية.. مبتسم للمحبة.. داع للخيرات.
ـ إنه الموسم الذي سماه الله في قرآنه الكريم.. وباركه نبيه الكريم في سنته.. وعدت فيه آلاف الخيرات والفضائل وعلى قمتها أنه شهر العتق من النار.
ـ وإنه الشهر الذي عاشه المسلمون تسع سنوات في مدرسة النبوة تعلموا فيها كيف يصومون ويقومون ويتعاملون مع أنفسهم ومع الآخرين.
ـ ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا ورمضان تسمية ومعنى ـ لا تعريفات لغوية ـ زائر سنوي محبب إلى النفوس المؤمنة.
ـ وكل عام وأنتم صائمون بخير.