|


بندر الدوخي
موسم المسابقات والترفيه
2010-08-16
بعضنا ينبع اهتمامهم برمضان من اهتمام ببرامج المسابقات ـ مسموعة ومرئية ومقروءة.
ـ ووسائل الإعلام تحتفي بهذا الشهر.. وتحشد له كماً هائلاً من المواد الإعلامية أكثر مما في بقية الشهور.
ـ وهذه المواد تتراوح بين الإرشاد والمسابقات والترفيه.
ـ والاحتفاء برمضان كموسم روحي لا يحتاج إلى تعليق.. فهو شهر القرآن والفقراء والمتخمين معاً.
ـ أما أن يكون أكثر من غيره مسابقات فهذا الذي حيرني!!
ـ متى كان رمضان موسم إشغال الناس عنه بمزيد من هموم الدنيا؟!
ـ أما توسيع مساحة الترفيه في الوسائط المرئية والمسموعة فيشعرني أن رمضان عبء أكثر مما يشعرني أنه موسم خير وجد.
ـ نكدس المرح والترفيه منذ بداية ليل رمضان وكأن الصائم خارج من سجن بعد نهار جاد كل الجد.
ـ أعتقد أنه تقليد غريب على شهر رمضان.. وخصوصاً تلك المشاهد التي نسميها مرحاً.. وهي في حقيقتها استخفاف بالناس.
ـ وهذا الذي أقوله ليس دعوة إلى التهجم بحجة الصيام.. ولكن لرمضان وقاره.
ـ فهذه المسابقات التي تتفشى في رمضان بإسراف ألا تدفع الناس إلى مزيد من حب الدنيا ورمضان إنما جاء ليروض ويهذب هذا الحب الدنيوي في النفوس؟ ثم أليست هناك وجوه أخرى لإنفاق هذه المبالغ على الفقراء والمعوقين والمحتاجين بدل إشغال الناس بها في رمضان عن رمضان؟
ـ هذا غير التشابه في المادة الرمضانية على اختلاف وسائطها.
ـ ومن المؤسف أن رمضان الذي جاء لحكمة ربانية موسم تراحم ومحبة وغفران أصبح في نظر البعض مجرد مواسم الأرباح المادية.
ـ فمتابع المسابقة يجتهد في حلها ويحلم بالفوز.. وربما يحسد الذي كسب العام الماضي الجائزة الأولى.. وقد ينسى في هذه الهموم الدنيوية روح رمضان.
ـ والبائع في هذا الشهر يحاول أن يكسب أكثر.. فهناك الإنفاق الرمضاني الكبير على المآكل والمشارب وملابس الأعياد.. وقد لا يتورع صاحب الضمير المهزوز عن الغش أو المبالغة في الأسعار مستغلاً أن ما يحدث موسم لابد أن يستفيد منه.
ـ وهناك الذي يعتقد أن رمضان موسم الليل الساهر.. فيقتحم الأسواق بفراغه المزعج.. يضايق المتسوقين.. ويملأ الشوارع بالصخب والتهور.. ويجادل الناس دفاعاً عن باطله.
ـ وننسى في زحمة هذه الهموم المادية الترفيهية حقيقة رمضان الذي جاء لنقرأ قرآناً.. ونزور مريضاً.. ونعطف على فقير.. ونحسن إلى مسن.
ـ إن وسائط الإعلام مطالبة بأن تحتفي برمضان احتفاء يليق به.
ـ ورمضان قيمة لا تفقد تفوقها مهما اختلفت أشكال الحياة.. هذا إذا أردنا أن نحتفي برمضان كشهر أنزل فيه القرآن.
ـ أما أن يتحول رمضان إلى مجرد أسهم نارية تلمع في الهواء ثم تنطفئ فتلك مسألة أخرى تحتاج لإعادة نظر.. لئلا يفقد رمضان هيبته وأهميته في نفوس الناشئة ـ والله المستعان .