لم تكن أسبانيا الساحرة اليوم دولة عريقة في كرة القدم ولا كانت نتائجها في كأس العالم تدل على أن هذا المنتخب سيحقق كأس العالم في يوم من الأيام. فمنتخب أسبانيا حقق أفضل إنجازاته في كأس العالم قبل ستين عاماً عندما وصل للمركز الرابع في كأس العالم 1950. منذ ذلك التاريخ عجز هذا المنتخب عن تخطي هذا المركز بل تراوحت نتائجه بين الخروج من دور الثمانية أو الستة عشر أو الدور الأول أو عدم التأهل لكأس العالم نهائياً. حتى عندما نظمت أسبانيا كأس العالم في عام 1982 اكتفت بالتأهل للدور الثاني. ولكن كيف استطاع هذا الفريق تحقيق كأس العالم؟
بعد الخروج المخيب للآمال من دوري الستة عشر في نهائيات كأس العالم 2006 على يد فرنسا وصل مدرب الفريق في ذلك الوقت لويس أراجونيس Luis Aragonés لقناعة أن منتخب بلاده لا يستطيع مقارعة المنتخبات الأقوى منه جسدياً مثل فرنسا وألمانيا. كما أنه لا يستطيع مقارعة المنتخبات التي تفوقه مهارة وقدرات فردية مثل منتخب البرازيل والأرجنتين. لذلك قرر أن يجد طريقة جديدة تناسب أجسام فريقه الصغيرة نسبياً وأيضا تناسب قلة المهارات الفردية لدى فريقه مقارنة بما يتميز به لاعبو أمريكا الجنوبية. فاعتمد على طريقة احتكار الكرة أطول وقت ممكن في أقدام لاعبي فريقه ولكن ليس عن طريق استخدام المهارة الفردية والمراوغة ولكن عن طريق الاعتماد على التمريرات القصيرة السريعة والتحرك السريع بدون كرة أو ما يسمى تيكي تاكا (tiki-taka). استخدم مدرب المنتخب تلك الطريقة في تصفيات بطولة أوروبا 2008 فتصدر مجموعته بسهولة ثم حقق البطولة بعد أن فاز في جميع مبارياته. ثم واصلت أسبانيا الانتصارات وحققت رقماً قياسياً عالمياً في عدد مرات الفوز المتتالية عندما فازت 15 مباراة رسمية. ثم توجت هذا الإبداع بالفوز بكأس العالم رغم تعثرها في مباراتها الافتتاحية أمام سويسرا.
النموذج الأسباني يعطينا درساً في أهمية وضع إستراتيجية وخطة تتناسب مع إمكانيات الفريق وتساعده على التغلب على فرق أكثر منه خبرة ومهارة وقوة. لا أعتقد أن هناك أسوأ من العشوائية واللعب بالبركة. فاللعب العشوائي الذي يعطي الخصم الفرصة لفرض أسلوبه على المباراة هو ما جعل كثيراً من فرقنا ومنتخباتنا تخسر مباريات كانت في متناول يدها فقط لأنها قابلت فريقاً أكثر تنظيماً ونضجاً داخل الملعب. وهو ما جعل فرقنا تلعب بمستوى خيالي في مباراة ومستوى محبط في المباراة التي تليها. بل إن بعض فرقنا تمادت وتفننت وأصبح لديها عشوائية منظمة تخولها للعب بشكل سيئ في الشوط الأول مما يجعلك تعتقد أن خسارة المباراة أصبحت مسألة وقت ولكنه في الشوط الثاني يقدم مستوى يبهر حتى اللاعبين أنفسهم.
بعد الخروج المخيب للآمال من دوري الستة عشر في نهائيات كأس العالم 2006 على يد فرنسا وصل مدرب الفريق في ذلك الوقت لويس أراجونيس Luis Aragonés لقناعة أن منتخب بلاده لا يستطيع مقارعة المنتخبات الأقوى منه جسدياً مثل فرنسا وألمانيا. كما أنه لا يستطيع مقارعة المنتخبات التي تفوقه مهارة وقدرات فردية مثل منتخب البرازيل والأرجنتين. لذلك قرر أن يجد طريقة جديدة تناسب أجسام فريقه الصغيرة نسبياً وأيضا تناسب قلة المهارات الفردية لدى فريقه مقارنة بما يتميز به لاعبو أمريكا الجنوبية. فاعتمد على طريقة احتكار الكرة أطول وقت ممكن في أقدام لاعبي فريقه ولكن ليس عن طريق استخدام المهارة الفردية والمراوغة ولكن عن طريق الاعتماد على التمريرات القصيرة السريعة والتحرك السريع بدون كرة أو ما يسمى تيكي تاكا (tiki-taka). استخدم مدرب المنتخب تلك الطريقة في تصفيات بطولة أوروبا 2008 فتصدر مجموعته بسهولة ثم حقق البطولة بعد أن فاز في جميع مبارياته. ثم واصلت أسبانيا الانتصارات وحققت رقماً قياسياً عالمياً في عدد مرات الفوز المتتالية عندما فازت 15 مباراة رسمية. ثم توجت هذا الإبداع بالفوز بكأس العالم رغم تعثرها في مباراتها الافتتاحية أمام سويسرا.
النموذج الأسباني يعطينا درساً في أهمية وضع إستراتيجية وخطة تتناسب مع إمكانيات الفريق وتساعده على التغلب على فرق أكثر منه خبرة ومهارة وقوة. لا أعتقد أن هناك أسوأ من العشوائية واللعب بالبركة. فاللعب العشوائي الذي يعطي الخصم الفرصة لفرض أسلوبه على المباراة هو ما جعل كثيراً من فرقنا ومنتخباتنا تخسر مباريات كانت في متناول يدها فقط لأنها قابلت فريقاً أكثر تنظيماً ونضجاً داخل الملعب. وهو ما جعل فرقنا تلعب بمستوى خيالي في مباراة ومستوى محبط في المباراة التي تليها. بل إن بعض فرقنا تمادت وتفننت وأصبح لديها عشوائية منظمة تخولها للعب بشكل سيئ في الشوط الأول مما يجعلك تعتقد أن خسارة المباراة أصبحت مسألة وقت ولكنه في الشوط الثاني يقدم مستوى يبهر حتى اللاعبين أنفسهم.