|


د.تركي العواد
لا للأكاديميات
2011-02-02
لا أعتقد أن هناك كلمة ترددت على مسامعنا خلال ثلاثة الأسابيع الماضية أكثر من كلمة الأكاديميات. التي أجزم أنها ترددت أكثر من اسم مدرب المنتخب السابق بيسيرو. فكثير من الرياضيين يعتقدون أن الأكاديميات الرياضية هي طوق النجاة لكرة القدم السعودية. ولكن اسمحوا لي أن أخالفكم الرأي هذه المرة إخواني الرياضيين. فنحن نحتاج لشيء أبسط من مبنى رخامي كبير يكلف عشرات الملايين ويقع في الجزء الخلفي منه (على استحياء) ملعب صغير لا يتسع لأكثر من عشرة لاعبين.
أعتقد أننا بحاجة لإعادة (عادة ) كرة القدم من جديد لجدول أبنائنا. فكرة القدم اليوم ليست أول ولا ثاني ولا عاشر اهتمامات الأولاد في السعودية. كرة القدم - في السابق- كانت الشيء الوحيد الذي يستطيع الأولاد القيام به في أوقات فراغهم. فقد كانت كرة القدم لعبتهم المفضلة وكانت مهربهم من الأهل والدراسة , وأيضا فرصة للتعرف على أصدقاء جدد. لذلك كان كل الجيل مضطرا لركوب موجة كرة القدم ليحس بالانتماء لأقرانه. أي أن الأولاد- في السابق- كانوا بين خيارين لا ثالث لهما (إما كرة القدم أو لا شيء).
أما الآن فاإن المسالة اختلفت كثيرا وزادت صعوبة. فبعد أن كانت المعركة بين كرة القدم من جهة ولا شيء من الجهة الأخرى, أصبحت المعركة بين كرة القدم وكل شيء آخر.فكرة القدم لم تعد من ضمن اهتمامات أولادنا . فـالبليستشن والانترنت والبلاكبيري وغيرها هي من يتملك قلوب وعقول شبابنا. لذلك فإننا نحتاج لوسائل ومناهج جديدة لجذب الجيل الجديد لكرة القدم, لا أعتقد أن الأكاديميات إحداها.
نحن نحتاج لتسهيل مزاولة كرة القدم أكثر, لا تصعيبها. فكرة القدم هي اللعبة الأسهل في العالم لأنها لا تحتاج إلا لكرة. إذا أردنا أن تعود كرة القدم من جديد لخارطة عقول الجيل الجديد فيجب أن يجدوها في كل مكان وليس في أماكن خاصة محاطة ببوابات مكهربة وأسوار عالية. أي يجب أن تذهب كرة القدم للأولاد, لا أن تنتظرهم ليأتوا. ما نحتاجه الآن - بكل بساطة- هو إعادة نشر كرة القدم من جديد في المدارس والشوارع والمنتزهات- باختصار- في كل مكان.
لا أتذكر آخر مرة شاهدت ولدا يداعب كرة قدم, أعتقد أن هذه هي المشكلة.