|


د.تركي العواد
(ناقصين المنسق الإعلامي)
2011-03-09
بعد خسارة مانشستر يونايد من فريق تشيلسي الأسبوع الماضي في بطولة الدوري الانجليزي الممتاز بنتيجة 1ـ2 خرج المدير الفني لمانشستر يونايتد اليكس فيرغسون غاضبا من عدم طرد مدافع تشيلسي ديفيد لويس ومن احتساب ضربة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة تشيلسي.
فصرح بعد المباراة قائلا "كنا نحتاج لحكم عادل، أو حكم قوي على أي حال - ولكن لم نحصل على أي منهما". ثم أضاف أنه كان يخشى الأسوأ عندما عرف عن تعيين الحكم مارتن أتكينسون لمباراة الكلاسيكو.
بعد تلك التصريحات اتهم اتحاد الكرة الانجليزي فيرغسون بسوء التصرف وأصدر قرارا بإيقاف فيرغسون أربع مباريات. وأمهل اتحاد الكرة مدرب مانشستر يوناتيد حتى يوم الثلاثاء 8 مارس للرد على الاتهام.
لو أن فيرغسون صرح نفس التصريح في الدوري السعودي لما تم إيقافه أو حتى لفت نظره.. فرغم أن تصريح فيرغسون لا يقارن بالتصاريح النارية التي تطلقها أنديتنا ضد الحكام إلا أنه كلفه أربع مباريات. فالحكام في السعودية هم الجهة الأضعف التي يتجرأ عليها الجميع. في المملكة الحكم هو الجهة الرسمية الوحيدة التي يمكن نقدها دون قيود.
المشكلة الأكبر أن انتقاد الحكام في المملكة لا يقتصر على المدربين بل إن رؤساء الأندية والإداريين تخصصوا في انتقاد الحكام ومحاصرتهم في وسط الملعب بعد كل مباراة, كما أنهم لا يفوتون أية فرصة للسخرية من الحكم والتقليل من قيمته إلا واستغلوها.
الظاهرة الجديدة والتي لم تشهدها الكرة السعودية قبل هذا الموسم هي دخول المنسق الإعلامي كمنافس قوي لرؤساء الأندية في سباق المسافات القصيرة في شرشحة الحكام. فأصبحت إحدى المهام الأساسية للمنسق الإعلامي هي الحديث بعد كل مباراة لجميع القنوات الفضائية والأرضية والإذاعية والصحف الورقية والالكترونية ووكالات الأنباء المحلية والأجنبية عن ظلم الحكم لفريقه. الغريب انه بمجرد أن ينهي المتحدث الرسمي للفريق الأول مداخلته في قناة ينطلق علينا المتحدث الرسمي للفريق الآخر ليردد نفس الكلام عن الظلم التحكيمي ولكن ضد فريقه وكأنهما يتحدثان عن مباراتين مختلفتين وليس عن نفس المباراة.
لا أدري كيف يمكن تطوير مستوى التحكيم في السعودية والحكام يتعرضون لقصف جوي وأرضي من كل الأطراف يقلل من كرامتهم واحترامهم وهيبتهم ليس فقط في الوسط الرياضي بل حتى بين أبنائهم.
مازلت أسأل نفسي , لماذا يتجه أي شخص للتحكيم في السعودية؟