|


د.تركي العواد
بطولة بقرار جماهيري
2011-06-29
لا أتذكر أنني شاهدت بطولة ساهمت الجماهير بشكل مباشر وفعال في تحقيقها كما حدث مع النادي الأهلي عندما حقق بطولة كأس الملك للأبطال. فقبل المباراة كانت التوقعات تصب في مصلحة الفريق الاتحادي وهذا غير مستغرب لأن الاتحاد يتفوق فنياً وبدنياً وحتى نفسياً على الأهلي. فالاتحاد يتفوق في حراسة المرمى بوجود مبروك زايد الذي يفوق ياسر المسيليم خبرة وحضوراً. كما أن دفاع الاتحاد رغم مشاكله إلا أنه بكل تأكيد أفضل من الدفاع الأهلاوي الذي بالكاد يوجد فيه لاعب واحد يلعب في مركزه الأصلي. أما الوسط الاتحادي فلا يتفوق فقط على الوسط الأهلاوي بل يتفوق على الأندية السعودية الأخرى بوجود أبرز محوري ارتكاز في السعودية إضافة لنور وباولو جورج اللذين يصعب إيقافهما. المركز الوحيد الذي يتساوى فيه الأهلي مع الاتحاد هو مركز الهجوم بوجود العماني عماد الحوسني وفيكتور سيموس في مواجهة الجزائري عبد الملك زيايه ونايف هزازي.
رغم التفوق الاتحادي على الورق إلا أن الجمهور الأهلاوي لعب مع فريقه ورجح كفته وكان اللاعب رقم واحد في صفوف الأهلي بتشجيعه الحماسي الذي يدل على عشق حقيقي. لم أشاهد جمهوراً عاشقاً لفريقه مثل جمهور الأهلي. رغم ما مر به هذا النادي من مصاعب منذ بداية الموسم والتي كان يمكن أن تكون كفيلة بإحباط الجماهير وتوقفها عن دعم فريقها ومؤازرته إلا أن هذه الجماهير كان لها رأي آخر فرفضت الاستسلام وفعلت ما لم تفعله جماهير الأندية الأخرى التي لا تلتف حول الفريق إلا في وقت الفرح. فالانتصارات هي وقود جماهير كرة القدم ودافعها الأول للحضور والتشجيع. ولكن الجمهور الأهلاوي قلب الموازين وبقي وفياً مع فريقه رغم أنه خسر أربع عشرة مباراة هذا الموسم.
الجماهير الأهلاوية أصدرت أمراً جماهيرياً بالوقوف مع الفريق وملء المدرجات متحدية الحظ والتحكيم وحتى تدهور مستوى الفريق لتكسب في النهاية كأساً من ذهب لا يستحقها إلا جماهير من ذهب.