|


خالد الشايع
لماذا يجب أن نتفاءل؟
2011-01-09
يبدأ المنتخب السعودي الأول لكرة القدم اليوم الأحد مشواره في كأس الأمم الآسيوية 2011.. أمام المنتخب السوري.. ولا نعلم هل علينا أن نتفاءل أم نقلق من تلك المشاركة؟. فلأول مرة في تاريخ كرة القدم توشك بطولة على الانطلاق ونحن لا نعرف من سينزل لأرض الملعب أولا.. ليس ضروريا أن يكون بالتحديد ولكن على الغالب.. لانعرف هل سيلعب هوساوي مع المولد أو مع المنتشري أم سيلعب المولد مع كامل الموسى.. وهل سيلعب ياسر مع الشمراني.. أم الشمراني مع هزازاي أم الأخير وحيدا.. ناهيك عن كثرة الخيارات في الوسط.. أدخلنا المدرب (القدير) بسيرو في دوامة غير مبررة من التوقعات وسط إصراره على الاستمرار في تغيير قائمة المنتخب في كل مباراة يخوضها.. فخلال السبع مباريات الأخيرة بما فيها مباريات دورة الخليج كان معدل التغيير أربعة إلى ستة لاعبين في المباراة الواحدة.. ناهيك عن تغيير أسلوب اللعب من 4ـ4ـ2 إلى 4ـ5ـ1 وسط المباراة.. وهو أمر يجبرنا على التساؤل.. هل علينا أن نكون متفائلين ونحن نرى كل هذه التخبطات من قبل بسيرو دون أن يناقش عليها؟ وبالأساس لماذا يجب أن نكون متفائلين؟.. فنحن نرى كل هذه التخبطات الفنية التي أظهرت المنتخب السعودي في آخر مبارياته الودية أمام أنجولا بصورة باهته ولاتشجع على التفاؤل على الإطلاق.. يكفي أن المنتخب لم يهز الشباك في آخر أربع مباريات له إلا بهدف وحيد نتج عن خطأ لانتفاءل بتكراره من حارس البحرين.
من حق المدرب أن يختار اللاعبين الذين يريد.. فلا أحد له الحق في أن يفرض وصايته على اختياره لأي لاعب مهما كان.. ولكن عندما يستقر هذا المدرب على قائمة معينة عليه أن يثبت عليها.. وألا يحيرنا في كل مباراة بتشكيلة جديدة.
هناك نقطة واحدة إيجابية في ما يقوم به بسيرو.. وهي أن مدربي الخصوم الذين سنلعب معهم في آسيا باتوا هم أيضا في حيرة من أنفسهم.. فهم لايعرفون من سيلعب في المنتخب السعودي ولهذا سيكون وضع طريقة لمراقبة لاعبيه أمرا صعبا.. ولكنها على الرغم من كل شيء ليست ميزة كافية للصمت على كل ما يحدث... وأكثر ما أخشاه أن نبدأ بعد نهاية البطولة في فتح هذا الملف لمحاسبة المدرب بعد إقالته.
لست مع من يقول إن علينا أن نصمت عن الانتقاد من أجل دعم المنتخب معنويا.. بل أعتقد أن من المهم الحديث عن كل جوانب القصور الواضحة والتي لا يختلف عليها اثنان طالما أن البطولة لم تنطلق حتى الآن من أجل أن يسمع أصحاب القرار تلك الأصوات ويتقبلونها ويحاولون إنقاذ الوضع قبل أن تسقط الفأس في الرأس.
عندما نتحدث عن عدم الاستقرار فهو أمر واضح وجلي لمن يتابع أداء المنتخب مع بسيرو، فنحن لا نقلل من قدرات المدرب بطريقة قد تفقده احترام اللاعبين.. فاللاعبون أنفسهم يعرفون ذلك ولا يحتاجون لقراءة مقالتي ليعرفوا هذا الأمر.. وهم يتندرون فيما بينهم على كثرة تغييرات المدرب غير المنطقية.. فهل يعقل أن تبدأ مشاركات المنتخب اليوم ونحن لا نعرف من سيلعب؟.. والأهم ألا يعرف اللاعب هل سيلعب أم لا.. بالتأكيد هذا الأمر غير منطقي.