|


تركي بن إبراهيم آل إبراهيم
أين الرئيس التنفيذي في الأندية؟
2011-09-09
سبق لي أن تشرّفت برئاسة مجلس إدارة نادي الرياض، ومن خلال ممارستي لهذا العمل، وبعد انقضاء موسم كامل، اتضحت لي بعض الأمور التي كانت غير واضحة لي وقتها. الكل يعلم أن الهيكل التنظيمي لأي مجلس إدارة ناد سعودي يتكون من رئيس ونائب وأمين عام وأمين صندوق وأعضاء. ومن ثم بعض الإدارات الداخلية المقسمة لتسيير عمل النادي. في نظرة سريعة على آلية العمل في الأندية ومن خلال ممارسة هذا العمل؛ وجدت أن هناك نقطة مختفية بين سطور العمل الإداري في الأندية السعودية رغم أنها في غاية الأهمية، وهي باختصار عدم وجود مسؤول تتم محاسبته من مجلس إدارة النادي وعادة ما يكون هذا المسؤول هو الرئيس التنفيذي (CEO)؛ حيث إن مفهوم الإدارة لا يختلف بين أن مجلس الإدارة يدير نادياً أو يدير منشأة اقتصادية أو غيرهما. لو أمعنا النظر سنجد أن وجود رئيس تنفيذي متفرغ أو محترف بالمفهوم السائد هو مطلب رئيسي. المعمول به في الأندية في الوقت الحالي هو أن رئيس مجلس إدارة النادي فعلياً هو المسؤول الأول والأخير عن القرارات المهمة وغير المهمة، وهو المسؤول عن الموافقة على الخطط الموضوعة للنادي، وأيضاً عن تطبيقها ومتابعتها ومعرفة الأخطاء وتصحيحها! لو فرضنا فرضاً أن رئيس مجلس إدارة النادي قصّر في أحد هذه الأمور ماذا سيحصل؟ حالياً لا شيء! لأن الواقع أن الرئيس هو من يضع الخطط وهو من يطبقها وإذا انحرف العمل عن الخطط الموضوعة، منطقياً لن يحاسب مجلس الإدارة نفسه ممثلاً برئيسه! في الناحية الأخرى نجد أن أي منشأة اقتصادية مثلاً؛ يكون هناك مجلس إدارة ويكون هناك مسؤول أول يراجع هذا المجلس، ويقدم تقارير عن سير العمل ويكون هو المسؤول عن تطبيق الخطط، ومن ثم يحاسبه مجلس الإدارة إذا أخطأ ويكافئه إذا أحسن عمله. ويكون هو المسؤول عن إدارة عمل النادي بالصورة اليومية، لن أطيل في الشرح؛ فالتسلسل الإداري مفهوم، وُجد ليُعمل به، ولكي يكون كل شخص مسؤول عن عمل يعرف ما له وما عليه، يُحاسب ويُكافأ. في النهاية لابد أن نعرف أن هناك عدم فهم لدور مجلس الإدارة ورئيس مجلس الإدارة والأعضاء في الأندية السعودية. إذا غاب المسؤول عن تطبيق الخطط سيغيب معه دور تطبيق الخطط، والخطط وُجدت لتُطبق، ولن يكون هناك تطبيق إذا لم يكن هناك شخص مسؤول عن تطبيقها، يحاسبه من هو أعلى منه عملياً.
ـ من أهم أدوار رئيس مجلس إدارة النادي في واقعنا الرياضي الآن هو التصريحات بعد المباريات، وهذا دور المتحدث باسم النادي في كل أندية العالم.
ـ في الغالب رئيس النادي حالياً هو مكتشف اللاعبين، وهو مساعد المدرب إن لم يكن هو المدرب، وهو المتحدث باسم النادي، وهو المدير المالي، وهو أمين عام النادي، وهو مساعد أمين عام النادي، باختصار هو الكل بالكل.
ـ بعض هذه الأمور كانت تنطبق عليّ عندما كنت رئيس مجلس إدارة نادي الرياض، ولكن أعتقد أنه من الشجاعة أن يعترف الشخص بخطئه إذا اقتنع أنه خطأ، وأنا أخطأت فاعذروني.